أمل سورية بـالعمل
سنان حسن
أطلق المرشّح بشار حافظ الأسد حملته الانتخابية الرئاسية تحت شعار “الأمل بالعمل”، شعار يرسم عناوين المرحلة المقبلة ويحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات بأن السوريين أمامهم العمل ولا شيء سواه لحل مشاكلهم والنهوض من جديد بوطنهم وإعادة بناء ما دمّره الإرهاب، وأن الأمل معقود فقط على عزيمتهم وإبداعهم وإصرارهم على الحياة، فكما انتصروا على الإرهاب بتعاضد ثلاثية الجيش والشعب والقائد، ها هم السوريون اليوم أمام مرحلة جديدة عنوانها العمل لإعادة بناء سورية المتجددة بالتعاضد بين الثلاثية ذاتها.
وقد دأب الرئيس الأسد في العديد من المحطات واللقاءات الدورية والزيارات الميدانية التي قام بها خلال الفترة الماضية على التأكيد على أهمية العمل والإنتاج، وأنهما السبيل الوحيد للخروج مما نحن فيه، سواء في لقاءاته مع الحكومة أو سواها من الفعاليات الاقتصادية والشعبية، ففي لقاءاته مع الحكومة وأعضائها شدد دائماً على أهمية العمل، وعلى ضرورة عدم الخوف من العمل بحجة الوقوع في الخطأ لأن “الخطأ هو جزء من الطبيعة البشرية، وأن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، وأن نجاح المسؤول في العمل هو الإخلاص”.
والأمر ذاته عند توجهه للصناعيين والمنتجين، كان دائماً يؤكد على العمل والإنتاج وتحدي الظروف لأن الانتظار والتعويل على الآخرين لن يجلب شيئاً، فخلال زيارته معرض “منتجين 2020 “على أرض التكية السليمانية بدمشق، أكد الرئيس الأسد على جهودهم بالقول: “أنتم اتجهتم نحو الإنتاج وبقليل من الدعم وبالكثير من الإرادة والأمل، المعروف عن أهل حلب، استطعتم خلال فترة قصيرة الوصول إلى منتجات، فبدلاً من ذهابكم إلى البكاء والإحباط أخذتم أدواتكم ونحتّم بالصخر المتمثّل بالظروف القاسية التي يمر بها كل واحد منكم”؛ الأمر ذاته أكده القائد خلال الصناعيين في مدينة حسياء الصناعية، في رمضان 2021، بحمص “أن البلد الذي لا ينتج ليس بلداً مستقلاً، وأن العمل في ظروف الحرب إضافة إلى كونه شرفاً وأخلاقاً، فإنه يصبح أيضاً دفاعاً عن الوطن”.
وبالطبع لم يتوقّف الأمر عند الحديث والتوجيه بل اقترن بالآليات والمراسيم والقوانين التنفيذية التي ترسم الطريق نحو إعادة بناء سورية المتجددة، فكان بإحداث هيئات مختصة بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، مروراً بتأسيس المصارف المسؤولة عن تمويلها وتسهيل إجراءات تشغيلها، وليس انتهاء بالدعم المباشر على الأرض من خلال التوجيه المباشر للوزارات والهيئات لدعم الإنتاج بكافة أنواعه، صغير ومتناهي الصغير ومشاريع كبيرة، المهم أن تكون عجلة الإنتاج هي القاسم المشترك في رسم معالم سورية الجديدة.
إن اختيار المرشّح الأسد للعمل شعاراً لحملته الانتخابية يؤكد الرؤية الثاقبة والاستشراف لما ينتظر سورية من تحديات كبيرة خلال المرحلة القادمة، فالرهان بعد التحرير والانتصار على الإرهاب يكمن في إعادة الإعمار والبناء والتطوير لإعادة بعث سورية المتجددة المقاومة الرافضة لكل مشاريع الهيمنة، فالورقة التي أرادت القوى الاستعمارية بقيادة واشنطن اللعب بها لتحقيق ما عجزوا عنه بالحرب والإرهاب لن يستطيعوا العبور من خلالها لتحقيق أهدافهم السياسية، فـ “الأمل بالعمل” والإنتاج والبناء والزراعة، كخيار للدفاع عن سورية، سيجهض هذه الأماني، وسيضيف نصراً جديداً يؤكد من جديد أن إرادة السوريين وعزيمتهم التي هزمت الإرهاب مستمرة حتى تحقيق النصر النهائي.