على أعتاب الاستحقاق الدستوري
قسيم دحدل
وكما عيد الفطر السعيد لم يأت إلا بعد صيام وصبر وجلد، واختبار للذات، وتجربة وامتحان، وترويض للنفس والتغلب على الشهوات، وتكفير عما تلوثنا به من ذنوب، وإعادة التفكير بالحياة، وبكل ما قام به الإنسان، وصولاً للتقويم والصلاح..
وكما لم يأتي عيد الفصح المجيد “العبور”، إلا بعد درب مزروع بالشوك والصعاب، وطريق من الآلام والعذابات، ومكابدة الموت، وصولاً للتضحية والفداء ومسح الخطيئة.. كذلك النصر لا يأتي دون كل ما سبق، وفوقه تحد للباطل وانتصار للحق والحياة والطريق القويم المستقيم..
مخاض قاس جداً، غير مسبوق في تاريخ الدول والشعوب، عاشته سورية التي ترنو اليوم لعيد النصر العتيد، قيادة وجيشاً وشعباً…
عيد نحن اليوم على أعتاب استحقاقه الدستوري: انتخابات رئاسة الجمهورية.
وكما كان القائد بشار الأسد إماماً لنا في الحفاظ على الأمانة الأثقل والأثمن، سورية الواحدة الموحّدة، ها هو اليوم المرشح الإمام ليتابع قيادة السفينة السورية نحو المستقبل الأمل..
قد يعتقد عديدون أن مفهوم الإمامة مقتصر فقط على الدين والإيمان، لكنهم ربما يجهلون أن الإمامة مفهوم شامل، يجمع ما بين الإيمان بالله والوطن، ما بين القدرة والاقتدار، ما بين الحكمة والعقل، ما بين الراعي والرعية، ونادرون هم من يكونون أئمة قادة، شاملون إلى حد كبير وواسع في أفكارهم ورؤيتهم وغنى تجاربهم وعلمهم وعملهم… شاملون في علاقاتهم ودورهم وتأثيرهم المحلي والإقليمي والدولي.
تلك هي التي يمكن أن نطلق عليها مواصفات المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية؛ وهي تشكل شخصية الرفيق بشار الأسد، ودليلنا على ما ندعي عشرة أعوام من الإيمان بالله والوطن، بالجيش والشعب، بالماضي والحاضر والمستقبل…
هذا الإيمان بحمل الأمانة (سورية الوطن والإنسان والمصير) والصلابة في الدفاع عنها، والصمود منقطع النظير لأجلها، والذي اعترف به الأعداء قبل الاصدقاء، كان إيمان القائد الأسد، تسلح به، كما كان إيمانه بالمواطن الذي ضحى وبذل الغالي والنفيس وعانى وصمد ووقف ولا يزال، إلى جانب قائده.
إيمان صادق متبادل، جذره سورية التاريخ والحضارة والقدرة على تحقيق ما اعتقده الأعداء والمتآمرون مستحيلاً، وسماؤه عزتها ومجدها الذي صنع ويصنع وسيكون بيد وقلوب وعقول أبنائها.
القائد الأسد أثبت أنه وكما كان الإمام القائد في المعركة السياسية التي انتصرنا فيها، كذلك أثبت أنه القائد القادر على تحقيق النصر العسكري في الحرب الإرهابية التي شنتها نحو مئة دولة، والتي كانت تستهدف كل مقومات الحياة في سورية.
ويكاد لا يختلف القول والمقال في الحرب الاقتصادية المستمرة، حيث أثبت الحكمة والمقدرة في إدارة جبهاتها المتعددة؛ وهنا يكفي أن نستعيد لقاءاته مع الحكومات المتعاقبة خلال الأزمة وتوجيهاته ورؤيته، ليدرك كل منا، وبكل حيادية، أن كل لقاء وكلمة توجيهية كانت بمثابة مناظرة لاقتصادي محنك خبير، مطلع على كل التفاصيل، وقادر على تقديم الحلول ورسم الاستراتيجيات؛ فدولة شهدت ما شهدته سورية من تدمير ممنهج لبناها التحتية والفوقية، ومع ذلك لا تزال – مثلاً – تتحكم بسعر الصرف وضبطه، رغم الحصار والعقوبات، لهو دليل لا يقبل الشك على أن وراء ذلك قائد وقيادة وإمامة.
qassim1965gmail.com