نعم.. الأمل بالعمل
حسن النابلسي
بكل تأكيد لا يمكن تحقيق الأمل إلا بالعمل.. وما اختيار المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية الرفيق الأمين العام للحزب بشار الأسد شعار “الأمل بالعمل” لحملته الانتخابية إلا تجسيد لرؤيته التنموية الرامية للنهوض الاقتصادي.
نعتقد أن شعار الحملة الانتخابية للرفيق الأسد يختزل الكثير من النظريات والدراسات الاقتصادية الرامية لتفعيل لإنتاج.. فرغم أن سورية بلد زراعي بامتياز، إلا أن اقتصادها متنوع من تجارة وصناعة وسياحة وخدمات.. إلخ، ما يستوجب بالضرورة استثمار هذا التنوع والاشتغال على مكوناته لتحقيق قيم مضافة سواء على مستوى كل قطاع على حدى، أم على مستوى القطاعات مجتمعة.
بمعنى أن النهوض بالقطاع الصناعي يتطلب بالضرورة الارتقاء بالإنتاج الزراعي كماً ونوعاً لتحقيق قيماً مضافة عاليةً.. وفي هذا السياق نورد معلومة مستقاة من إحدى الدراسات – وسبق أن تناولتها “البعث” – حول الجدوى الاقتصادية الضائعة للذهب الأبيض في سورية تختزل مشهد الهدر المستشري – بقصد أو بغير قصد – في ثنايا ثرواتنا المتداخلة بتفاصيلها لتفضي إلى مخرجات تصب في بوتقة ناتجنا القومي، والذي لا يمكن تفاديه “أي الهدر” إلا بالعمل..
فحوى هذه المعلومة أن سورية كانت تنتج 700 ألف طن قطن في العام قبل الأزمة، بمردود مالي يقدر بمليار دولار ما بين تصدير وبعض التصنيع البدائي، في حين أن القيمة المضافة لتصنيع القطن من محبوب إلى محلوج إلى خيوط إلى نسيج ومن ثم ألبسة تعادل 8 أضعاف قيمته الأولية، بمعنى أن الكغ الواحد من القطن المعادل قيمته وقتها دولاراً واحداً فقط ينتج 5 كنزات “تي شيرت” ثمنها 8 دولار!ً.
هذا فضلاً عن مخلفات القطن التي كان يتم حرقتها أو قلعها، والتي كان يمكن أن تنتج 5 مليون طن خشب MDF الذي نستورده من الخارج، بقيمة 2 مليار دولار، بالإضافة إلى الميرسيليزيه المستخدم كعلف للحيوانات بما يعادل مليار دولار..!
أي أن هناك ثروة ضائعة بقيمة 11 مليار دولار كانت تذهب هباء منثوراً، هذا على صعيد محصول واحد فقط، فما بالكم في حال الحديث عن بقية المحاصيل الزراعية، والمكونات الاقتصادية الأخرى، فالرقم سيتعدى ذلك بأضعاف أغلب الظن ستكون مضاعفة..!
إذاً.. لقد وضع الرفيق الأسد أصبعه على الجرح باتخاذه شعار “الأمل بالعمل” لحملته الانتخابية.. فالعمل الجاد القائم على التخطيط الإستراتيجي السليم والمكلل بالإخلاص هو الخلاص للاقتصاد الوطني.
hasanla@yahoo.com