“فلة والأقزام السبعة” نص يحاكي الخير والشر والموسيقا دعامة أساسية
“هيا نمضي جميعاً إلى العمل ونملأ قلوبنا بالحب والأمل”، هذه المفردات ردّدها الأقزام السبعة في الصباح قبل أن يذهبوا إلى العمل في العرض الغنائي البصري الراقص “فلة والأقزام السبعة” الذي يُعرض حالياً على مسرح الحمراء في دمشق.
يتكئ النص الذي كتبه هشام كفارنة على أحداث القصة العالمية “سنووايت والأقزام السبعة” التي حوّلت إلى العديد من أفلام الرسوم المتحركة. وقد اتسم النص بمفردات سلسة بسيطة ذات جرس موسيقي موزون، يحاكي الصراع بين الخير والشر ويستند إلى توصيف الأمكنة مثل الغابة والتطرق غير المباشر إلى السمات النفسية للشخصيات الرئيسية بالعمل.
لم يلتزم النص بتوثيق التفاصيل الكاملة في حكاية الأقزام السبعة، إذ أعطى ملامح جديدة لبعض الشخصيات مثل الخفاش مساعد الملكة والفراشة راقصة الباليه التي أخذت دور المرآة السحرية، وجسّدت دورها من خلال حركات رقص الباليه والغناء الشابة –شهد عباس- والراعي شبابة الذي أخذ دور الصياد في حكاية الأقزام السبعة، وأضاف كفارنة شخصيتي زقزوق ورفيقه اللذين كان لهما دور كشفت عنه أحداث العرض فيما بعد، كما غيّب شخصية الملك وشخصية الأمير الذي ينقذ سنووايت.
بُني العمل -الذي أخرجه وصمّم الإضاءة له بسام حميدي، والإشراف العام لزياد الموح، بالتعاون بين مؤسسة ميار للإنتاج والتوزيع الفني ومديرية المسارح والموسيقا، والمؤسسة العربية للإعلان- على التكاملية بين النص الشعري والخلفية السينمائية المعتمدة على الكرتون التكنولوجي والغرافيك والتمثيل المباشر على الخشبة، وكانت الموسيقا التي ألّفها إيهاب مرادني المحرّك الأساسي للأحداث بالانتقالات المشهدية الموسيقية المعتمدة على التوزيع الأوركسترالي لأنماط موسيقية مختلفة، والتركيز على الصولو في مواضع خاصة مثل عزف الراعي شبابة على الناي.
وتبدو جمالية العرض بالتنسيق ما بين العرض التقني للشاشة ثلاثية الأقسام نصف الدائرية، وحركات الممثلين بالرقص التعبيري والباليه والحوار بين الشخوص وألوان الإضاءة المتغيّرة، مع المشاهد مثل عرض الطبيعة بألوانها الساحرة لتفاصيل الغابة والغزال الصغير والطائر والأشجار والبحر والشاطئ ومنزل الأقزام. كما استند العرض إلى بعض الدلالات الرمزية التي بُنيت عليها حكاية الأقزام السبعة مثل التفاحة الحمراء ورقم 7 والحبل والمشط والصندوق.
الرقص التعبيري والباليه
بدأ العرض برقصة الباليه لشهد عباس وظهور الكتاب الكبير على الشاشة الذي يحمل عنوان “فلة والأقزام السبعة” ثم حوار الملكة الشريرة تماضر غانم مع راقصة الباليه “أنا أعرف أني الأحلى، لكنك لست الأجمل” ثم أخبرتها عن فلة الفتاة الرقيقة الجميلة التي جسّدتها بأداء شفاف الممثلة مي مرهج، وفي هذا المشهد بدا الدور الكبير للجمل الموسيقية القصيرة المساندة للحوار، فتقرر الملكة التخلص من فلة بمساعدة الخفاش والراعي شبابة، ومع تغييرات الشاشة يظهر الأقزام السبعة بغنائية جميلة على الخشبة “نحن الأقزام هي هي نحن الأجمل” ليعرّف كل قزم عن مهامه، منهم القزم الثالث الذي اكتسى باللون الأخضر “عشبون” أدى دوره الشاب ربيع جان، والقزم الرابع الذي اكتسى باللون الأصفر “غضبون” أدى دوره الشاب شادي جان.
تتصاعد الأحداث وبدلاً من أمر الملكة الصياد بقتل سنووايت، تكلف الملكة في العرض الراعي شبابة برمي الصندوق الخشبي في البحر الذي وضعت فيه فلة بعد خطفها، ويكشف عن دور زقزوق ورفيقه في الاختلاف على الصندوق، فتنجو فلة وتجد نفسها على عتبة بيت الأقزام، فتسقي الوردة الذابلة إيماءة إلى سلوكها الإيجابي، وهنا يبتعد كفارنة عن تفصيلات الحكاية العالمية بدخولها منزل الأقزام، ويركز بحوارها معهم على الغناء والرقص التعبيري.
تعرف الملكة حقيقة وجود فلة فتقرّر بالطريقة ذاتها الواردة بالحكاية العالمية القضاء عليها فتتظاهر بأنها بائعة، وتقدّم التفاحة المسمومة لها “هذه هدية لا تكسري خاطري وتجرحي مشاعري”، يتمكّن الأقزام من إنقاذ فلة، ويتمّ القبض على الشريرة “بيان– تمّ القبض على الشريرة، والحكم بأن تبقى بالسجن وحيدة حتى تتوب”، إذ يغيّر كفارنة النهاية بمنحها فرصة ثانية كي تغيّر من سلوكها وتقضي على الشر الذي بداخلها، بدلاً من قتلها، فيغني الجميع يحيا العدل وينتهي العرض برقصة جماعية مع فلة والأقزام.
ملده شويكاني