انتخابات كاشفة
عصام سلامة
رئيس تحرير موقع مسار 24 (مصر)
تمارس الدولة السورية هذه الايام بكافة مؤسساتها حقها في الاستحقاق الدستوري بالانتخابات الرئاسية، وهو حق يؤكد السيادة السورية على أراضيها، وينبع من حقها في ممارسة الديمقراطية وسيادة الشعب، وهي حقوق لم تتخلى عنها الدولة السورية رغم كافة الضغوط التي تتعرض لها.
إن الانتخابات الرئاسية تعد رسالة لكل دول العالم بأن في هذه البقعة الأرضية يتواجد شعب لا يلين ولا ينكسر، ولا يمكن أن يرضخ لضغوط أو مساومات للتنازل عن حقوقه وسيادته المشروعة، وأن الإقبال الذي شهدته المراحل الأولى من الاستحقاق بتسجيل الناخبين الراغبين في المشاركة إشارة قوية على حجم التصويت يوم الانتخابات خلال الأيام القادمة، سواء في الداخل السوري أو بالسفارات في الخارج.
كما أن مشاركة السيد الرئيس بشار الأسد في السباق الانتخابي كمرشح لا تأتي تلبية لطموح شخصي، بل هو تلبية لنداء الشعب السوري في استكمال مسيرة الانتصارات والصمود التي استطاع أن يقودها بحكمة بالغة، فلم يقدم أية تنازلات خلال قيادته للبلاد، بل عبر بها مراحل الخطر وانتصر فاستحق أن يكون مطلب الجماهير هو استمرار حكمه.
لم يكن من المتوقع أن يكون الموقف الغربي من الانتخابات هو الترحيب باعتباره ممارسة ديمقراطية، ولم يكن منتظراً منه حتى الصمت، فالانتخابات السورية تفضح الأكاذيب التي سعى الغرب المتآمر طيلة عقد من الزمن إلى الترويج لها، وأنفق من خزائنه هو وحلفائه بالمنطقة مئات المليارات ليروج كذبا بأن الدولة السورية لا تمارس الديمقراطية، فتأتي اليوم الانتخابات كاشفة الازدواجية في العقل المتحكم في الغرب الاستعماري، وأن الشعوب تمارس حقها ولا يعنيها موقف الغير منها، بل تمارسه وتسحق مؤامرات أعداءها وهي في الطريق.