عهد مضاعف.. من موقعي كمواطن!
ميس الكريدي
في حوارات كثيرة تواجدت مع أشخاص محسوبين على الحكومة أو القيادة أو مسؤولين بشكل ما
والمفروض أني كنت أمثل وجهة نظر مغايرة، لكني دائماً اعتبرت نفسي محسوبة على الوطن.
وحتى حين أخطأت الاجتهاد السياسي، في أوقات سابقة، كان ذلك من صميم إيماني بالوطن؛ ومع الوقت اكتشفت أن الإيمان يتعزز بالمعرفة والفكر لامتلاك ناصية الوطنية.
وأقول لكم بمنتهى الصراحة: كنت أنزعج من نمطية بعض الأشخاص في زج اسم الرئيس الأسد من قبلهم
في أي حوار، وبشكل متكرر، وكأنهم يغطون على عيوب الولاء الحقيقي.
بصراحة شديدة، كرهت من عدد منهم ذلك، لأنه لم يكن يصلني بما يتلاءم مع حجم ما فهمته عن ذلك الرجل الذي صار أمل الخلاص الممكن الوحيد، ليس فقط لسورية، بل لأجل وحدة المنطقة.
كانت رحلتي في العمل العام، قد أوصلتني وبمراجعات قاسية لامتلاك هذه الحقيقة، وبنيتها على وعي وطني جاد، فقمت بمراجعة ما قاله على مدار سنوات، وربطه بالحرب الدولية عليه، ليس من عام ٢٠١١ كما تجلت الأزمة، وإنما بالحقيقة منذ لحظة وصوله إلى سدة الحكم.
وما أصعب أن يصل رئيس شاب، حامل للقضايا، ولديه وجهة نظر متقدمة في فهم الغرب والتزام القضايا، وسط “قرمات” متجذرة في “البزنس”، ولعل عبد الحليم خدام أحد أوضح الأمثله على ذلك؛ ولابد أن “خدامات” كثر لا يزالون موجودين للآن، و”رياضات حجابات” طبعاً!! و”قرمات” أخرى في أروقة المناورات الدولية، كحسني مبارك مثلاً، وضمن ظرف اجتماعي وفكري وسياسي واقتصادي يحمل خصوصية خاصة جداً، وعدم فهم لتركيبة سورية اكتنف عقل كثير من “زعماء” العرب.
وذكرت حسني مبارك، كمثال، لأنه لابد أن يكون قد استوعب – وهو مجبر على دفع ثمن المرحلة من قبل الولايات المتحدة التي كان يعتبر أحد أهم ناقلي رسائلها – أن الرئيس الشاب قد كان فعلاً يعلمه درساً سياسياً حقيقياً، لكنه لم يدرك ذلك وقتها!!
وبالعودة لأولئك الذين لم أكن أصل في كلامهم لبلاغة الإيمان، فإني لا أشق على قلوبهم، بالتأكيد، لكني على الأقل أشك بإيمانهم، فالإيمان يترافق مع نظافة القلب واليد.
لذلك عندما أقول إني سأنتخب الرئيس الأسد فهو عهد قائم على القناعة الوطنية المتأصلة والإدراك لارتباط الوجود الوطني بمشروعه الذي يحمله، وصبره العجيب المرهق على كل ما حصل، واستمراره متمسكاً بالقضايا الكبرى رغم موجات الخلل الممنهجة التي اعترت كل شيء؛ وعلى هذا، فإنه عهد مضاعف ألا أتنازل، ولا حتى بكلمة، وألا أمد يدي على مستحقات هذا الوطن، بل وأحميها بدمي، من موقعي كمواطن يمشي في شوارعه، فيأبى أن يلوث حائطاً، أو يتسبب بخدش شجرة، أو لمبة طريق، أو قطع كبل كهرباء على عمود تملكه دولتي.