وردنا القادم في أرض العطاء
سلوى عباس
لأن قدَرَ سورية كان ومازال أن تكون محط أنظار الطامعين، عانت وتحمّلت الكثير، وكانت في كل مرة تنهض كطائر الفينيق، متعالية على جراحها وآلامها لتثبت أنها البلد الذي لا يُقهَر، والتاريخ الذي لا يمكن محوه وإلغاؤه بحضارته التي تمتد لآلاف السنين، من هنا اجتازت كل المخاطر ومحاولات الانقضاض عليها بفضل إنسانها السوري عريق الهوية والانتماء الذي كان مع كل انعطافة تاريخية ومع كل اختبار جديد لأصالته يزداد صلابة وتمسكاً بأرضه ووطنه، واليوم وقد عانى ما عانى، وبعد أن انكوى بنيران التآمر لن يكون إلا ذاك الإنسان السوري بامتياز الذي يبدع في توجيه بوصلته إلى الجهة الصحيحة في الوقت المناسب، وهو يعلم خبايا الأمور، ومدرك أكثر من أي وقت مضى أنه شريك حقيقي في إعادة بناء الوطن عبر صوته وممارسته لحقه في الانتخابات، واختيار القائد الذي سيقود مسيرة النهوض بسورية نحو مستقبل أفضل عبر عملية ديمقراطية يدرك أهميتها وضرورتها في وقتنا الحالي، إذ يستعد السوريون في كل أصقاع العالم للاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس يمثّل تطلعاتهم نحو النصر وبناء الحياة الجديدة التي تبشّرهم بالغد اللائق بتاريخهم، سيتوجّهون بضمائرهم التوّاقة إلى طي صفحة الجرح، وتشييد وإعمار ما أصاب بلدهم من خراب جراء عدوان قوى الجهل والظلام، مؤمنين بدورهم الداعم للثوابت الوطنية.
السوريون عموماً على موعد مع يوم ديمقراطي هام يمارسون فيه حقهم الديمقراطي في اختيار رئيس لسورية التي تستحق الكثير من الحب، والسوري الحقيقي هو من يكون ملتزماً بقضايا وطنه، يدعو للسلام والمحبة والعيش المشترك والتآخي، وفي يوم الاستحقاق تلتقي الذات الإنسانية مع الحرية من خلال الوعي بأهمية الحاجة للشخصية القيادية والثورية التي تقود البلاد باقتدار، وتدافع عن سورية، وتناضل لتوحيد الجهد العربي في وجه المخططات والأطماع الأمريكية والصهيونية، كما تناضل من أجل تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في الوطن بعدما أصابته يد الغدر والعدوان في هذه الحرب الكونية المفتوحة علينا من كل جهات العالم، ومن الواجب أن نكون جميعاً على قدر من المسؤولية، وأن نقدم الصورة الأمثل للجانب الديمقراطي في الاقتراع والتصويت، وننتخب رئيسنا الأمل لسورية الجديدة.
المشاركة الفاعلة وبقوة في يوم الاستحقاق هي برفع الصوت عالياً بخيار وحيد وثقة راسخة بقائد تاريخي يحمل تطلعات وآمال الشعب السوري الذي أثبت مع جيشه المقدام أن سورية المقاومة ستبقى قلعة من قلاع الحرية التي شيّدتها دماء الشهداء، وظل يرى وطنه القامة الأعلى بين الأوطان، فالاستحقاق الذي سنعيشه بعد أيام هو وردنا القادم ونحن زارعوه في الأرض التي نحب ونتنفس عطرها المخضب بدم الشهيد.
سورية البلد الجميل، سيكون أبناؤك عند وعدهم الحق، سيعيشون معك انتصاراتك وألمك، وفي يوم الاستحقاق سيقولون نعم لسيدة الأرض وسيدة البدايات والنهايات، ولكي تبقى عزيزة وكريمة يعني نعم لرئيس يكون ضمانة لوحدة الوطن، هذا الوطن الذي انتصر بشعبه، وبحبه لقائده، ووفائه لشهدائه، والجولة الديمقراطية التي سيخوضها أبناء سورية في الاستحقاق الدستوري ستكون مشهداً من مشاهد لحمة الشعب وخياره مع القائد بشار الأسد رئيساً للجمهورية.