5 سمات أساسية ترتكز عليها شخصياتنا في الأغلب.. تعرّف عليها!!
هل تعرف أن هناك سمات أساسية من الصفات يندرج أسفلها ملايين البشر؟ 5 سمات أساسية على وجه التحديد تُحدد طبيعة الشخصية والسلوك الذي نتبعه والمواقف التي نتبناها، ويشير إليها العلماء غالباً باسم “الخمسة الكبار”، وهذه السمات الخمس هي: الانبساط، والقبول، والانفتاح، والوعي، والعصبية.
و”الخمسة الكبار” هي فئات واسعة من سمات الشخصية، في الإنجليزية يتم استخدام الاختصار OCEAN للتعبير عن السمات الخمس: (الانفتاح، والوعي، والانبساط بمعنى حب التفاعل مع الآخرين أو عدمه، والقبول، والعصبية).
وهناك اختصار شائع آخر هو CANOE، ويُستخدم عندما يُصبح الترتيب: (الوعي، القبول، العصبية، الانفتاح، والانبساط).
ومن المهم ملاحظة أن كل عامل من عوامل الشخصية الخمسة يُمثل وسطاً بين طرفين، على سبيل المثال، يُمثل الانبساط النقطة الوسط بين الانبساط الشديد والانطواء الشديد.
في العالم الواقعي، يقع معظم الناس في مكان ما بين طرفي القطبين لكل سمة من السمات الخمس. ويتجلى كل فرد في كل من الأبعاد الخمسة الواسعة للشخصية بدرجة أو بأخرى، والمجموعة اللانهائية من الطرق التي يختلف بها الأفراد في كيفية التعبير عن السمات هي ما يجعل دراسة الشخصية مُتنوعة ومُثيرة إلى ما لا نهاية.
وباستخدام الاختبار القائم على الاستبيان يقيس علماء النفس الدرجة التي تظهر بها كل سمة من السمات في الشخصية على حدة. ويتم استخدام النموذج المكون من خمسة عوامل للمساعدة في فهم العلاقات بين السمات الشخصية والنجاح في التحديّات الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، بل والتنبؤ بها.
السمات الخمس الأساسية للشخصية
عادةً ما توصف هذه الفئات الخمس على النحو التالي:
1- الانفتاح / الفكر والخيال:
الفكر والخيال أو الانفتاح، هي إحدى السمات التي تصف تفضيل الشخص للخيال والأنشطة الفنية والفكرية. والأشخاص الذين يحرزون نقاطاً عالية في هذه السمة يُنظر إليهم على أنهم فكريون أو مبدعون أو فنيون، إنهم يميلون إلى أن يكونوا فضوليين للغاية تجاه العالم من حولهم ويهتمون بتعلم أشياء جديدة.
عادةً ما يكون للشخص الذي يحرز أعلى الدرجات في هذه الصفة مجموعة واسعة من الاهتمامات، وقد يستمتع بالسفر والتعلم عن الثقافات الأخرى وخوض تجارب جديدة.
ويُفضل الأشخاص الذين يحصلون على نقاط منخفضة في هذه السمة الالتزام بما يعرفونه ولا يستمتعون بالتعلم أو الإبداع، إنهم غير مرتاحين للتغيير ويودون التمسك بالتواجد في منازلهم كلما كان ذلك مُمكناً، ولا يتمتعون بتجربة الأشياء الجديدة أو زيارة الأماكن الجديدة.
2- الوعي الحاضر:
تشمل الميزات القياسية لهذه السمة مستويات عالية من التفكير، والتحكم الجيد في الدوافع، واتباع السلوكيات الموجهة نحو تحقيق الأهداف، وهم يخططون للمستقبل، ويفكرون في كيفية تأثير سلوكهم على الآخرين، ويدركون مسؤولياتهم وواجباتهم.
والشخص الذي يُسجل أعلى درجات في هذه الصفة يُفضل أن يتم تنظيمه بسلوكيات موجهة نحو الهدف، يُنظر إليهم من قبل الآخرين على أنهم منظمون وموجهون إلى العناية بكافة التفاصيل، ولديهم، كما سبق الذكر، تحكم جيد في دوافعهم وسلوكياتهم.
والأشخاص الذين يُسجلون درجة منخفضة في الوعي يجدون صعوبة أكبر في البقاء منظمين ولا يستطيعون التركيز على الهدف، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر فوضى ويكرهون الهياكل والجداول الزمنية، كذلك فهم لا يُقدرون أو يهتمون دائماً بكيفية تأثير سلوكهم على الآخرين.
3- الانبساط:
يتميز الانبساط بالإثارة، والتواصل الاجتماعي، والتحدث إلى الآخرين، ودرجة كبيرة من التعبير العاطفي، ويُعتبر الانبساط هو سمة تصف مدى اجتماعية الشخص وقدرته على التعبير العاطفي ومستويات الراحة لديه في المواقف الاجتماعية. وعادةً ما يُنظر إلى الشخص الذي يحرز أعلى الدرجات في هذه الصفة على أنه أكثر حزماً، وودود وصادق بشكل عام.
ويرى آخرون أن الشخص الذي ترتفع نسبة وجود هذه السمة به يكون مؤنساً ويزدهر في المواقف الاجتماعية مثل الاجتماعات أو الأحزاب، ويميلون إلى الشعور بالراحة في التعبير عن المشاعر بشكل مناسب وجعل رأيهم مسموعاً.
ومن الأشياء التي يُمكن اعتبارها عيوباً بهم أنهم يقولون أشياء في بعض الأحيان قبل التفكير فيها، ويستمتعون بكونهم مركزاً لاهتمام الآخرين.
وأولئك الذين يُسجلون انخفاضاً في الانبساط قد يُطلق عليهم أنهم “انطوائيون”، يميل هؤلاء الأشخاص إلى تجنب المواقف الاجتماعية لأنهم يستهلكون الكثير من الطاقة خلالها، إنهم أقل راحة في الحديث، ويشعرون بمزيد من الراحة في الاستماع إلى الآخرين، فيُصبح الاستماع إلى الآخرين أفضل لديهم من التحدث.
4- القبول:
القبول أو الوفاق هو سمة تصف لطف الشخص ككل، ومستويات المودة، والثقة، والشعور بالإيثار لديه، الشخص الذي يُحرز أعلى الدرجات في هذه الصفة هو شخص مرتاح لكونه لطيفاً وودوداً مع الآخرين.
هؤلاء الأشخاص هم أيضاً مساعدون ومتعاونون، فلديهم قدر كبير من الاهتمام ويريدون مساعدة الآخرين، ومن ثم هم جديرون بالثقة.
ويُنظر إلى الشخص الذي يسجل انخفاضاً كبيراً في هذه الصفة على أنه أكثر تلاعباً، وعموماً هو أقل وداً تجاه الآخرين، فلا يهتم بمشاعر أو مشاكل الآخرين، وقد يُنظر إليهم أيضاً على أنهم أشخاص أكثر تنافسية وأقل تعاوناً.
5- العصبية:
وهي سمة تصف عدم الاستقرار العاطفي العام للفرد. وقد يرى الآخرون الشخص الذي يُسجل أعلى درجات في هذه الصفة أنه مزاجي، سريع الانفعال، قلق، ودائم التشاؤم، قد يُنظر إليه على أنه يُعاني أيضاً من الاكتئاب، أو التقلبات المزاجية الحادة.
ويُنظر إلى الشخص الذي يُسجل انخفاضاً كبيراً في هذه الصفة على أنه أكثر استقراراً من الناحية العاطفية وأكثر مرونة في التعامل مع الآخرين، كما أنه يتعامل بشكل جيد مع التوتر.
هل السمات الخمس الكبرى صفات عالمية؟
وقد جد الباحثون أن السمات الخمس الكبرى هي أيضاً عالمية بشكل ملحوظ، وكشفت إحدى الدراسات التي نظرت إلى أشخاص ينتمون لأكثر من 50 ثقافة مختلفة أنه يمكن استخدام الأبعاد الخمسة بدقة لوصف الشخصية.
بناءً على هذا البحث، يعتقد الكثير من علماء النفس المعاصرين أن أبعاد الشخصية الخمسة ليست عالمية فحسب؛ بل لديها أيضاً أصول بيولوجية.
كما تُشير الأبحاث إلى أن التأثيرات البيولوجية والبيئية تلعب دوراً في تشكيل شخصياتنا، فالعوامل الوراثية والتنشئة تلعبان دوراً في تطور كل من العوامل الشخصية الخمسة.
وأظهرت الدراسات أيضاً أن النضج قد يكون له تأثير على السمات الخمس، فمع تقدم الناس في العمر يميلون إلى أن يصبحوا أقل تقلباً وأقل عصبية، ومن ناحية أخرى، يميل القبول والوعي إلى الزيادة مع تقدم الناس في العمر.