الشاعرة غادة فطوم: الانتخابات الرئاسية نقلة نوعية في تاريخ سورية
تؤكد أنه وفي ظل الظروف التي نعاني منها منذ سنوات بسبب الحرب الطاحنة على سورية ستكون الانتخابات الرئاسية نقلة نوعية تأخذ بالفرد السوري من مرحلة اليأس إلى مرحلة الثقة والأمان، مرحلة تجعل منه الفرد النموذجي بكل ما يملك من قدرات
معرفية وعلمية ووطنية تجاه أرض تستحق أن يقدّم لها الغالي والأغلى، مبينة أنه وبما أننا نتعرّض لحرب من الداخل والخارج كان لا بد من أن تُجرى الانتخابات في وقتها ليفرض الشعب رأيه على مساحة سورية ويكون خياره الذي يفرض على المجتمع الدولي ما يريد، وحتى يكون قرارنا سورياً بحتاً لا تتدخل فيه قوى أجنبية أو ضغوطات عالمية لا تترك مجالاً للتحرك لأطياف المجتمع من خلال تقييدها بالعقوبات والحصار واستغلال السوق لإنهاك الفرد السوري والاستمرار في خنقه داخلياً وخارجياً بمنظومة عالمية ليست عادلة.
وتشير فطوم إلى أهمية ترك الشعب السوري يأخذ قراراته وخياراته بعيداً عن السياسات الظالمة التي فُرضت عليه، وبعيداً عن التصفيات لتعيش سورية حرة أبية معافاة بنظام ترقى له الأمم، موضحة أن النظام الانتخابي لم يكن شيئاً مستحدثاً، بل كان موجوداً منذ فجر التاريخ. ففي روما القديمة واليونان القديمة عُرفت الانتخابات في وقت مبكر من العصور الوسطى، وإذا استعرضنا مراحل الانتخاب عبر العصور نجد أنه في ولاية نادو بالهند عام 920م استخدمت أوراق النخيل لإتمام عملية الاقتراع، حيث يكتب اسم المرشح حينها على ورق النخيل ثم يوضع داخل وعاء طيني، ثم تطورت العمليات الانتخابية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، منوهة هنا بأنها ليست بصدد استعراض ذلك إلا لربط صيغة الانتخابات بالإنسان وتطوره حسب المرحلة، وقد كان للكنيسة البابوية الدور الأمثل وذلك من خلال تحديد الإمبراطور المقدس أو بابا الكنيسة الكاثوليكية، حيث إن التاريخ الانتخابي يرتبط برأيها بالعهود القديمة “أثينا” أنموذجاً، فكان لأبناء أثينا الأحرار وليس العبيد الحق في تمثيل العامة بنظام مجلس الشيوخ وهو الهيئة السيادية للدولة آنذاك، مشيرة إلى أن العرب عرفوا الانتخابات أيضاً واستخدموها قديماً لاختيار الخليفة الذي يريدونه، وكانت تتمّ عن طريق الشورى فيما بينهم من كبار الرجال العلماء والرجال الصالحين، واليوم سورية كأي بلد جرى عليها ما جرى من تطور وصلت إلى هذه المرحلة من الانتخاب والاستحقاق الرئاسي.