“حذاء سندريل” فرجة مسرحية زينتها الرقصات
بين العقل والقلب، بين الواقع والحلم، أبحر بنا وئام البدعيش في تجربته الأولى “حذاء سندريل” مؤلفاً ومخرجاً، حيث قدّم مقاربة أدبية مع حكاية لا تخفى على أحد متكئاً على فكرتها صانعاً منها فرجة تخطف الحضور دون توقف أو ملل، ليعكس مخزوناً معرفياً وتراكماً فكرياً وفنياً، ولم تغبْ عن العرض الفرجة المسرحية بتشكيل بشري زاده جمالاً، سواء بالرقصات أو بمشهد تخيّل الأسرة السعيدة، وكذلك الثنائيات التي برزت ومنها ثنائية هزار اللتان شكلتا ثنائياً مميزاً، سواء بالأداء أو بردود الأفعال أو لغة الحوار الشعبية البسيطة والمحبّبة، وكذلك فراس زين الدين ودانا أبو محمود بثنائية العقل والقلب والصراع الأزلي بينهما بأداء انسيابي دون أي شرود أو توتر رغم حداثة التجربة.
العرض الذي حقق حضوراً مميزاً في مهرجان السويداء المسرحي الرابع، أعيد عرضه على مسرح قصر الثقافة بمدينة السويداء، وقد افتتحه البدعيش بمشهدية سندريلا التقليدية، وشكّل مفتاحاً لما أتى من بعده ليمسك بباقي المفاتيح التي ابتدعها قالباً فكرة سندريلا الأنثى ضمن المتخيل مقارباً للواقع، رغم تأكيده أن الأشخاص لا يشبهون أحداً في الواقع، الشيء الذي اعتبرته مزحة ضمن المواقف الكوميدية التي طغت على العرض دون توقف مع بعض الوقفات التراجيدية التي جاءت في وقتها خدمة للعرض، ليشكل فرجة مسرحية تراجيكوميدية زيّنتها رقصات دون إقحام أو إسفاف، إضافة إلى بساطة الديكور والإضاءة والموسيقى التي شكلت خلفية حاضرة بلطف وأناقة.
نفّذ العمل الممثلون: هازار نوفل، فراس زين الدين، دانا أبو محمود، لجين حمزة، آدم زين الدين، مهند البدعيش، وهديل المعاز، مساعد مخرج حازم نوفل، تنفيذ موسيقى رعد الصحناوي، تصميم وتنفيذ إضاءة بشار الحناوي، تصميم الرقصات أنس حمزة، إعداد وتسجيل مشهد “آه يا قلب” سيف درويش، أداء صوت القلب شروق أبو محمود.
رفعت الديك