ما هي بصائر شعار حملة القائد الأسد: “الأمل بالعمل”؟
حلب- غالية خوجة
ليس مجرد شعار لحملة مرشحنا للانتخابات الرئاسية في الجمهورية العربية السورية الرفيق بشار حافظ الأسد، بل هو نصّ كوني يختزل أشعته منذ حضور الإنسان السوري الأول على أرض سورية المقدسة، العامرة بالزراعة والإنتاج والتجارة والصناعة مع سنابلها الأولى ومدنيتها الأولى وأبجديتها الأولى وحضارتها الأولى ورسالتها التي مازالت خالدة في الرقيمات الطينية وعلى الشاشات الإلكترونية: “تناول معولك واتبعني، لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض، أنت سوري وسورية مركز الأرض”.
ولأن سوريتنا الحبيبة هي هذا المركز الكوني ومفاتيحه الإنسانية والكينونية والحياتية والمستقبلية، فإن “ميم” المركز تضمّ أجنحتها متعانقة مع نسيجها الاجتماعي والروحي والعقلي كوحدة واحدة لتشرع أجنحتها من جديد، دوماً.. من جديد، رغم ظلاميات الإرهاب وظلمات الحرائق.
وهذه “الميم” تشعّ بدلالات بصيرة ورموز حيوية كثيرة، منها سورية أمّنا التي تضمنا، ودائرة الأزمنة اللا منتهية، ودوران العمل المشعّ بالإيجابية، وبذلك فإن هذه “الميم” مركز تتمركز حول مركزها ألا وهو مطلق الشعار القائد بشار حافظ الأسد، الذي ضمّ تلاحمنا المتجذر مع جذوعه وفروعه، وجعل من “الأمل بالعمل” مزهراً المستقبل، متدفقاً كما النهر الأبدي، تلمع بين سنبلة “ميمهِ” الأولى وانسيابية “ميمهِ” الثانية الحركة الديناميكية النشطة المتراصة البانية، كما تلمع الأزمنة المتصاعدة وهي تتفاعل مع دورانها الجمعي، لتكمل موسيقاها مع “عين” العمل المفتوحة على الألف، لتكون مركزاً ثالثاً للبعد الثالث من الشعار، وتكون عين عينها مركزاً للأمن والحماية والحصن والانتصار والصمود والنصر والازدهار، إضافة إلى أن عين الشعار المسنّنة مفتوحة على قراءة الحركة بنصوصها الحاضرة والغائبة، المطلعة على الماضي والحاضر، المبصرة ببصيرتها أبعاد المستقبل.
ولا بد من الالتفاف والتضامن والتفاعل مع “اللام” في الكلمتين: “الأمل” و”العمل”، المكررة 4 مرات، تبدأ وتنتهي بها الكلمتان، مما يجعلها تتضمن تشكيلات مختلفة من المستقبل والفعل المتراكم في شكل حرف اللام الأقرب إلى بئر عميقة في أرضنا تسقي تحولاتها العامرة بالبناء، وتفيض باتجاه الزمن الآتي، وهذا ما تؤكده لونية الأبيض لنص الشعار المكتوب، لتبدو كلماته وحروفه حمامات بيضاء الضوء تنيرها أرواح الشهداء، ترفرف مع ألوان الخلفية الأقرب إلى سماء أنيقة الزرقة، عميقة الرؤيا، ولتكون شمس النهار البازغ رغم إعتام الليل، وتكون الأشعة الفضية في زمن حالك.
بينما تلمع الباء لتربط هذه العناصر ومدلولاتها وأبعادها بتراصّ يتحدى المستحيلات، فيدور كمركز ثالث للميم، تكمله نقطة الباء الدائرية كنقطة باء البسملة المتضمنة للكون، وكمرتكز آخر لحركة الدوران البنائي في الإنسان والبنيان وعبْر الأزمنة ورغماً عن كل إرهاب كوني، وهذا ما يعزّزه نهوض حرف الألف المؤلف من ذرات لا نهائية متأصلة في الأرض، وممدودة نحو السماء، صامدة مع إشعاعات الضياء، تكتمل مع لامها القريبة، لتشكّل أعلى صارية مرفرفة بأربعة خطوط تمثل رمز علمنا السوري المضيء بالنور، كما تجتمع ألف ولام العمل مع ألف ولام وألف الأمل بالحركة التفاعلية الصامدة المرتفعة المتنامية لتشير بقوة إلى إعادة إعمار الحياة بكافة جوانبها براً وبحراً وفضاء، فتتصاعد حركة الألف واللام كخماسية موسيقية تشكّل السلّم الموسيقي العازف لخماسية نجمة علمنا الخضراء، مما يجعلنا نقرأ “الأمل” كنجمة خضراء أولى، و”العمل” كنجمة خضراء ثانية.
ولا بد من الإشارة إلى أن كلمة “الأمل” تضمّ كلمة “الألم”، وكلمة “العمل” تضم كلمة “العلْم” و”العلَم”، مما يجعلنا مصرّين على البناء والارتقاء من أجل الوطن رغم “الألم” بالعمل اليدوي والفكري والروحي والعلمي والعقل العملي ليظل علمنا في الأعالي.
وللمستبصر في الشعار أن يدرك كيف تظهر همزة الأمل بحيوية روحية ساجدة، تجمع الأرض بالسماء، الحياة والإنسان والبناء، كما تجمع بين الهلال والصليب، واصلة البنية السورية بضميرها الفردي والجمعي وكأنها مفتاح “الصول”، بوحدتها الواحدة المتكاملة مع بداية حرف “الباء” لتصعد وصولاً إلى حرف اللام في نهاية الشعار، حيث حرف الباء واللام مكتوبان بتشكيلية جمالية فنية متناغمة، تحيل دلالاتِها على دلالاتها، سواء من خلال منظور المرايا المتعاكسة أو الموشورية لأنها تتسم بالتطابق الإيقاعي، الذي يستطيع من خلاله المواطن السوري أن يبدأ إعادة الإعمار من الباء أو اللام لا فرق، لأن البنائية المتجدّدة المستدامة هي أبجديته الأولى والحالية والمستقبلية.
أمّا التكويرية الشفيفة للشعار ككل، فتشكّل ما يشبه خارطة سوريتنا الحبيبة، واسم قائدها بشار الأسد، بحضارتها الأزلية وعلمها المرفرف إلى الأبدية.
إذن، شعار مرشحنا القائد بشار الأسد بصيرة فنية جمالية بمضامين متعدّدة الإيحاءات نصاً وتشكيلاً، تصريحاً وتلميحاً، تختزل الكون، مؤكدة على أهم عوامل النجاح بعد التضحيات والانتصار لندير الدوائر والعجلات والأزمان لبناء سوريتنا بدءاً من ضمير الإنسان.