معرض عمار الشوا في صالة عشتار للفنون الجميلة
يفتتح في الساعة الخامسة من مساء غد الخميس في صالة عشتار المعرض الفردي الأول للفنان التشكيلي عمار الشوا، وتعرف لوحة الشوا من مجموعة الألوان المشرقة التي تغطي مساحة العمل من خلال تلك البقع الصغيرة الملونة التي تتراصف كالفسيفساء أو الزجاج المعشق باللون متجاوزة حدود الرسم الواقعي وحرفية الصورة وصولا إلى تحقيق الثراء اللوني من خلال تلك الجزئيات التي تكتمل بمجاوراتها وما يتحقق من شكل لطيف دون تحميل العمل مواضيع شاقة تربك هذا الاسترسال الممتع الذي يحقق نشوة الفنان وحضور شخصه المحبب.
كتب للمعرض الناقد عمار حسن: “أكثر ما تنشدّ إليه عيناك بدايةً هو السطح التصويري المشغول بيدي صائغٍ يتفنّن بنثر عقيق اللون وفيروزه ولازورده، تلك المصفوفات اللونية، تتحرك وكأنها لحن لا يريد السكون، نغمٌ في كل أرجاء اللوحة، نافرٌ تارة وغائرٌ تارة أخرى، يتراءى إليك، أو يتهادى سماعاً، بنمنمة عازف غرق باللحن وطار به.. الفضاء التشكيلي عند الفنان عمار الشوا، يُنسَج من تراب وماء وسماء، فلا ندرك بالضبط هذه التوليفة التي تجمع في هوائها أقانيم الكون، فرغم أن المشاهدة في أغلبها من الأعلى أو ما يسمى فنياً “بعين النسر”، إلا أنها تلغي المسافة بين السماء والأرض وقاع البحر، فيكون الكل في طبقة فضاء اللوحة، وهنا نكتشف فهماً جديداً ومضافاً أبرزه التشكيل، لكنه انعكاسٌ عميقٌ ومباشرٌ لروح عمار التي حلّقت كثيراً الى الأعلى فما كان منه إلا أن التصق أكثر بالأرض.. هذه التجربة مختلفة في سلسلة عروضه السابقة لعمار، إنها مرئية في تشكيلات المفردات البصرية من أسراب طيور وشحارير وأشجار وأطفال، وغير ذلك من موسيقى وسماع وشقشقات وإيقاعات، لكن اللامرئي فيها يمنح القلب أجنحة من رؤية تتجاوز بكثيرٍ ما نراه”
كما كتب له الفنان التشكيلي علي مقوص في بطاقة أخرى: استمر شاعراً كشعراء المعلقات.. ترسم شعراً يبدأ بالحنين وينتهي به لأنك تختزن طاقة من الحب نادرة فحينما تصوغ اللوحة تنتابها القشعريرة من كثافة طاقتك.. استمر وستأتي الرياح كما تشتهي سفن إحساسك الدافئ، و محبتي أحد أشرعة سفنك”.