نواب أوروبيون يوجهون انتقادات لاذعة للاتحاد بسبب انحيازه لـ “إسرائيل”
وجّه عدد من النواب في البرلمان الأوروبي انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي بسبب سياسته المنحازة إلى جانب “إسرائيل” في العدوان الذي تشنه على الفلسطينيين.
وطالبت ماريا أرينا، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، خلال جلسة للبرلمان استمع خلالها النواب إلى موقف الاتحاد مما يجري في فلسطين المحتلة، الاتحاد باستخدام ما يلزم من نفوذ لوقف “العنف الممنهج من جانب الاحتلال ونظام الأبرتهايد ضد الشعب الفلسطيني”. وقالت أرينا: “إن خطابات المساواة بين المحتل والضحية تثير الاشمئزاز، هل يتوجب علينا أن نذكر بأننا أمام قوة احتلال هي “إسرائيل” وشعب محتل هو الشعب الفلسطيني؟ هل يتوجب التذكير بما استنتجته منظمات دولية وإسرائيلية أيضاً، بأننا أمام نظام فصل عنصري “أبارتهيد”؟ نعم يجب على الاتحاد الأوروبي أن يطالب بوقف أعمال العنف لكن أيضاً عليه القيام بما في وسعه وبما يملك من نفوذ لوقف العنف الممنهج من قبل الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
من جانبه، دعا ممثل الكتلة اليسارية في البرلمان الأوروبي “مانو بيبييدا” الاتحاد الأوروبي بأن يكون على مستوى المسؤولية أمام شعب فلسطيني قُتل الكثير من أبنائه خلال الأيام الماضية من قبل قوات الاحتلال.
وقال في جلسة الاستماع إن 212 فلسطينياً تم اغتيالهم بالغارات الإسرائيلية على المدنيين من بينهم 74 طفلاً، بالإضافة إلى عدد آخر من المتظاهرين السلميين في الضفة الغربية المحتلة وآلاف الجرحى، و”الاتحاد الأوروبي يندد فقط بإطلاق الصواريخ من غزة! ماذا يفعل الاتحاد الأوروبي لإيقاف هذه المجزرة؟ في حين يواصل نتانياهو سكب الزيت على النار من أجل البقاء في السلطة؟”. وأضاف: نقول هنا إن الولايات المتحدة وحدها قادرة على تقديم الحلول لكن الولايات المتحدة تقدم الحماية لإسرائيل، وقد رأينا ذلك في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.
وطالب الاتحاد بوقف التعاون مع “إسرائيل” وتجميد البرامج الممولة من قبل الاتحاد، وبأن “يكون على مستوى المسؤولية تجاه شعب فلسطيني فقد الكثير من أبنائه”.
من جهته، طالب النائب اليساري كريس مكمانوس بمحاسبة “إسرائيل” أمام المحاكم الدولية بسبب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وقال: إن وقت الدعوات لوضع حد للانتهاكات قد انتهى وعلى الاتحاد الأوروبي أن يقوم بخطوات إجرائية لإنهاء نظام الفصل العنصري، وأن يتوقف عن مقاربة الوضع على أساس قوتين متساويتين، إنما الواقع أن هناك قوة محتلة تسحق شعباً وأمة بكاملها، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يوقف تماماً استيراد البضائع الإسرائيلية المنتجة في المستوطنات غير الشرعية.
وذكر مكمانوس بقول المناضل الأسطورة ضد الفصل العنصري نيلسون مانديلا الذي قال: “حريتنا ستكون دائماً ناقصة إن لم يتمتع الشعب الفلسطيني بحريته”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اجتمع الثلاثاء على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن دول الاتحاد تؤيد تماماً ما أسماه “حق إسرائيل بالدفاع عن النفس، على أن يتم ذلك بطريقة متناسبة مع احترام القانون الدولي الإنساني”، في حين ندد بوريل باسم الاتحاد بما وصفه الهجمات الصاروخية العشوائية.
إلى ذلك، قال المركز الإقليمي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي للأميركيتين ولمنطقة البحر الكاريبي، تعليقاً على العدوان الإسرائيلي على غزة، “ارتُكبت تلك الكارثة من أجل تحقيق هدف صهيوني “طال انتظاره”، وهو ما يسمى بـ “التطهير العرقي المبرمج”.
وذكّر المركز في بيان له إنّ النكبة المتجددة، بعد 73 عاماً، هي في الهدف الاستراتيجي للصهاينة من خلال بناء مستوطنات يهودية كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتهويد مدينة القدس أكثر فأكثر، من خلال التهديد الدائم كما يحصل اليوم مع أهالي حي الشيخ جراح. وأشار إلى أنه “من الواضح أن “إسرائيل” مصابة بالعمى التام وبالآذان الصماء تجاه المظاهرات الحاشدة التي جرت في لندن ونيويورك ومدن أخرى في العالم”. كما أكد “تضامنه الثابت بلا حدود مع النساء الفلسطينيات الشجاعات المقاومات، ومع شعب فلسطين البطل، الذين ثبتوا وصمدوا ولا يزالون يمثلون أمام العالم أجمع نموذجاً للمقاومة والصمود والحزم”.
يشار إلى أنّ المركز الإقليمي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي للأميركيتين ولمنطقة البحر الكاريبي، ينسّق عمل 69 منظمة نسائية منتسبة ومرتبطة بالاتحاد في المنطقة المذكورة، ويعمل كحلقة وصل بين المنظمات الأعضاء، يهب لينضم إلى جميع المطالبين في المجتمع الدولي بالوقف الفوري للاستخدام الوحشي والعشوائي للقوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.