إطلاق ورشات عمل المرحلة الثانية من وضع قواعد البيانات البحثية
حمص – عادل الأحمد
أطلقت وزارة التعليم العالي سلسلة ورشات عمل المرحلة الثانية من قواعد البيانات البحثية الوطنية في جامعة البعث، وهي استكمال للمرحلة الأولى من خطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تطوير البحث العلمي المتمثلة في وضع قواعد البيانات البحثية.
وأكد الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تولي هذا الموضوع أهمية قصوى عبر إقامة سلسلة ورشات عمل لإطلاق قواعد البيانات البحثية الوطنية في الجامعات السورية، بهدف إحداث نقلة نوعية في رقمنة البيانات الأكاديمية وإتاحتها بشكل سريع للباحثين على مختلف مستوياتهم. وأشار إلى أن وضع قواعد البيانات البحثية في الجامعات السورية يهدف إلى تقديم البيانات والمخرجات العلمية والبحثية بصورة رقمية إلكترونية متميزة وتوثيق التطور والتقدم الأكاديمي للباحثين وأعضاء الهيئة التعليمية وفق سير ذاتية محدثة باستمرار، وإيجاد الشراكة بين البحث العلمي والقطاعات الاقتصادية وربط الجامعة بالمجتمع.
وقالت الدكتورة سحر فاهوم معاون وزير التعليم العالي إن الانطلاقة من جامعة البعث كونها جامعة المراكز البحثية والحواضن والأكثر مساهمة من بين جامعاتنا في هذا المجال، فلدى جامعة البعث أربع حاضنات فعالة وسيتمّ العمل على هذه الحواضن كنموذج ليتمّ تعميمه على بقية الجامعات، مشيرة إلى أن وزارة التعليم بدأت منذ عام 2018 بخطتها لتطوير البحث العلمي وكان الموضوع الأول فيها هو قاعدة البيانات التي تستلزم خطة متتابعة لإنهائها، فلا يمكن وجود بحث علمي دون وجود قاعدة بيانات له، وقد تمّ إنجاز أكثر من 70% من قاعدة البيانات وسيتم استكمالها خلال الأسابيع القادمة ليتمّ الانطلاق بالمرحلة الثانية عبر خمس مراحل.
وقدمت شرحاً لمنظومات العمل بقاعدة البيانات، مشيرةً إلى مجالات استثمار قواعد البيانات البحثية الوطنية وأسباب تراجع البحث العلمي في ظل الأزمة وأهمية الشفافية والدقة في عرض البيانات.
وأشار الدكتور شادي العظمة مدير البحث العلمي في وزارة التعليم العالي إلى أهمية النشر في قاعدة البيانات التي تعتمدها أهم جامعات العالم وتستند على بياناتها كمؤشرات للبحث العلمي في بلدانها، وكانت أكثر الاختصاصات تميزاً في مجال النشر الخارجي الطب والزراعة والعلوم البيولوجية والهندسة والصيدلة، كما قدم دراسة لأثر مخرجات البحث العلمي على معدل النمو الاقتصادي في سورية، واستعرض قواعد البيانات المتاحة مجاناً للجامعات السورية.
وتحدث الدكتور حسام عبد الرحمن مدير الجودة والاعتماد في وزارة التعليم العالي حول استراتيجية التعليم العالي في الجودة والاعتماد ورفع التصنيف العلمي للجامعات السورية والقيود والضغوط التي تحتّم علينا وضع هذه الاستراتيجيات، مشيراً إلى أهمية تشكيل لجان لتوصيف البرامج المحدثة وتوصيف مقرراتها وفق استمارتي البرنامج والمقرر، بما يتوافق مع المعايير العالمية بهدف الارتقاء بجودة المناهج الدراسية لتلائم إعداد خريج لسوق العمل واحتياجاته.
وأشار الدكتور عبد الرحمن إلى أن معايير تصنيف الجامعات تغيّرت، فلم تعد تعتمد فقط على كمية الأبحاث المنشورة وإنما على نوعيتها وأهميتها، وضرورة النشر في المجلات المعتمدة المفهرسة وغير المفهرسة والاستعانة بمحكمين من خارج الجامعة لزيادة جودة الأبحاث.
وقدّم المهندس رند شعبان والمهندس حسن سكاف محاضرة بعنوان “نظام المجلات المفتوحة” التي تهدف إلى تحويل نظام المجلات المحلية في جامعاتنا إلى نظام مجلة إلكترونية متكاملة وموحدة وفق معايير وأسس عالمية معتمدة.
وشرح المهندس سكاف خلال محاضرته أهمية اتباع نظام المجلة المفتوحة كونها من البرمجيات المتميزة لقدرتها على المساعدة في كل مرحلة من مراحل عملية النشر، سواء في التقارير أو النشر أو الفهرسة، وتوفيرها حضوراً على الإنترنت حداثي التصميم من خلال واجهة متناغمة الألوان واضحة المعالم، كما تمكّن المستخدمين من الاستفادة الكاملة، وذلك عبر توفير الكثير من خيارات البحث للقراء، وأن البيانات المخزنة داخل منظومة برمجيات المجلة المفتوحة قابلة للتصدير، مما يسمح لها بالتكامل مع قواعد البيانات الكبيرة، مبيناً خصائص ومميزات نظم الدوريات المفتوحة المصدر والخطوات التي يجب اتباعها لإعداد المجلة من التهيئة وأدوار النظام والنشر.
وعرض المهندس شعبان بشكل تفصيلي وعملي كيفية إنشاء طلب نشر بحث جديد وتحكيمه من قبل محكمين ومن ثم تحويله إلى المدققين للوصول أخيراً إلى مرحلة الإنتاج، مبيناً أن عملية النشر في OJS هي انعكاس لعملية النشر التقليدي لتصبح بشكل إلكتروني.
وأشار الدكتور وليد صهيوني مدير مركز ضمان الجودة في جامعة البعث إلى أن هذه الورشة أتت انطلاقاً من إيماننا بأن الجامعات كانت ولا تزال تهتم بتحقيق الاستثمار في المستقبل من خلال إعداد وتكوين الموارد البشرية التي تصبّ في خدمة المجتمع وتطوره وإعادة البناء، ومن إدراك وزارة التعليم العالي لأهمية إعادة النظر في المحتوى الذي تملكه الجامعات السورية على الإنترنت بما يتناسب مع مكانتها العلمية، حيث عرضت رؤيتها المتكاملة التي تركز على تضمين الخطط الاستراتيجية والمناهج التدريسية وسير عملية ضمان الجودة والاعتمادية في المواقع الإلكترونية على مستوى الجامعات والكليات، وتسليط الضوء على المنح والجوائز العالمية والمنشورات العلمية الخاصة بأعضاء الهيئة التدريسية وسيرهم الذاتية، وإدراج روابط لقواعد البيانات ومحركات البحث والمكتبات الإلكترونية التي تمّ الاشتراك فيها، إضافة إلى فعاليات ربط الجامعة بالمجتمع والأنشطة الطلابية والتطوعية.