إقبال كثيف في الخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية.. رسالة تحد
تقرير إخباري ــ علي اليوسف:
انطلقت اليوم عمليات الاقتراع في انتخابات الرئاسة للسوريين في الخارج، حيث كانت أستراليا أول بلد يصوت فيه أفراد الجالية السورية، تلتها اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا وباكستان والهند وعمان وإيران وأرمينيا وأبوظبي ولبنان، باستثناء تركيا وألمانيا اللتين رفضتا إجراء الانتخابات على أراضيهما بعد تقارير متواترة حول استعدادات السوريين هناك لمشاركة غير مسبوقة، في تحد واضح لإجراءات العرقلة التي فرضتها الحكومات الرافضة لإجراء الانتخابات والمعادية للدولة السورية.
ومنذ الصباح الباكر، قام آلاف السوريين بالتحشد أمام السفارات والقنصليات السورية في الخارج لممارسة حقهم في الاقتراع، حاملين الأعلام الوطنية وصور الرئيس بشار الأسد، فيما ارتدى آخرون كوفيات بطرفها علم سورية وصوراً للرئيس الأسد، وهم يتوجهون إلى مراكز الاقتراع بعضهم سيراً على الأقدام والبعض الآخر في حافلات وسيارات.
ويحمل هذا الإقبال على التصويت رسالة محبة من أبناء الجالية لبلدهم، ورسالة إلى العالم، بضرورة رفع الحصار الجائر عن سورية، وإلى بعض الدول لإعادة النظر بخطاياهم نحو بلد كان يمثل أجمل صور العيش المشترك في الشرق، وربما في العالم، بحسب ما صرح به السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم.
وتوحي المؤشّرات الأوّلية في السفارات والقنصليات السورية في عدد من الدول العربية والغربية بإقبال لافت ستشهده المقرّات الدبلوماسية السورية في عواصم هذه الدول، خاصةً وأن السفارات والبعثات الدبلوماسية شهدت نشاطاً ملحوظاً لأبناء الجالية السورية، مع إتمام التجهيزات اللازمة كافة لانطلاق الانتخابات الرئاسية السورية، فقد انشغلت صفحات السفارات السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام، بالتواصل مع أفراد الجاليات وإرشادهم إلى الإجراءات الخاصة بالاقتراع، وآلية الوصول إلى مقرات السفارات.
صحيح أن السوريين خارج سورية قد تعدّدت أسباب نزوحهم عن بلدهم، إلا أنهم مسكونون بحب وطنهم، وقد برزت بداية هذه المؤشرات قبل سنوات، وكان لبنان مسرحاً لتظهير مبكر لها مع الانتخابات الرئاسية عام 2014، ومشهد الطوفان البشري أمام مقر السفارة السورية، وما قاله فيه الكثيرون على مستوى صناع القرار العالمي كمؤشر على وجهة الرأي العام السوري، وتسبّب بهيستيريا المتورّطين بالحرب على سورية.
ولكن مشهد الانتخابات اليوم قد يختلف عن انتخابات 2014، لجهة أن أكثر من نصف السفارات السورية كانت ممنوعة من استضافة الناخبين في الاستحقاق الرئاسي السابق، والأهم أنها كانت في عواصم لدول لعبت دوراً فاعلاً في الحرب على سورية، غير أن موقف البعض منها اليوم بالسماح باستضافة العملية الانتخابية يعكس حجم التحولات الجارية في المشهد العربي والدولي حول سورية، أي أنه بمعنى آخر يشكل اعترافاً ضمنياً بشرعيّة العملية الانتخابيّة وما ينتج عنها.