ثقافةصحيفة البعث

اتحاد الكتاب بحلب يتساءل: كيف نجدد الخطاب الثقافي؟

حلب – غالية خوجة

استشرافُ المستقبل والعمل للقبض عليه هل يبدأ من الثقافة أم السياسة؟ وكيف للمثقف السوري أن يعكس القومية والعروبة والانتماء مبتدئاً من وطنيته السورية؟ وكيف تتصاعد وتتسارع عملية البناء بين الإنسان والحياة مع عملية الوعي الاستباقي؟. إذ ليس كل مثقف سياسياً، لكن، لا بد أن يكون كل سياسي مثقفاً، ولا بد أن يكون كل معلم وكاتب وإعلامي مثقفاً. والأهم ألا تتحنط الثقافة أو تتجمّد، بل لا بد أن تتجدّد بإيجابية، ضمن مفهوم مناسب لهذه المرحلة وما يليها، وعلى هذا المدار المتحرك انبنت الندوة الحوارية المعنونة بـ”تجديد الخطاب الثقافي السوري” للدكتور فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب، والتي قدّمها الكاتب المترجم محمد إبراهيم العبد الله رئيس اتحاد الكتّاب فرع حلب، مؤكداً على تجذر المثقف السوري بالقومية العربية ووحدتها، وكيف صدمته بعض الدول العربية بعدائيتها، وكيف لنا أن نخلق توازناً جديداً بين الهوية والانتماء والوطنية السورية والأمة العربية.

وتحدث المحاضر د. أسليم عن بقاء الخطاب الثقافي السوري عروبياً يؤمن بالمقاومة وقضية فلسطين، موضحاً أن الخطاب الثقافي تراكمي بين الرسالة والمرسِل والمرسَل إليه، ويتميّز خطابنا الثقافي السوري بعدة نقاط ومحاور، منها أنه عربي سوري بخصوصيته، ومنفتح وطنياً، ومقاوم لأي عدوان أجنبي. وتابع: للخطاب المهيمن صفاته تبعاً للسلطة الحاكمة للبلد، إلاّ أنه في سورية خطاب ثقافي سوري متكامل بين الإيماني والاشتراكي والبعثي والقومي والأطياف الأخرى، ولذلك، خطابنا الثقافي الجديد المتجدّد ليس انقلابياً ولا متضاداً ولا متصارعاً ولا صدامياً، بل تكاملي انتمائي لوطنيته وعروبته وقوميته كمكون أساسي، كما أنه يتضمن ليس النصوص المكتوبة والمقروءة فقط، بل هو شامل ويضمّ جميع أنواع وأشكال الفنون من رسم وسينما ومسرح وموسيقا وإبداع، لأن محور الخطاب الثقافي هو الذوق والتربية والأخلاق، فنحن في الجمهورية العربية السورية عرب بالدستور، وخطابنا الثقافي التفت إلى ضرورة ثقافة المجتمع بوقعها الشديد، وهذا ناتج عن معاناة من حالة ثقافية مأزومة.

مجلس أعلى للثقافة والإبداع

وأضاف أسليم: لدينا ثقافة أكثر رسوخاً وعقلانية وعميقة، وتتسم بشمولية المؤسّسات والجهات الثقافية، لكنها بحاجة إلى مجلس أعلى للثقافة والإبداع لتنشيط وتفعيل الدور الثقافي اجتماعياً وحياتياً، ولا يكتمل دورها إلا مع الخطاب الإعلامي المتجدّد والتربوي والتعليمي، إضافة إلى مشاركة كافة المؤسسات والوزارات ومنها الأوقاف، لتكون في المشهد من خلال برامج تلفازية وثقافية وفنية متوافقة مجتمعياً لصناعة التجديد في الحياة من خلال المحبة والثقافة، فإنساننا السوري مثقف، ونمتلك هامشاً من الحرية مناسباً لا تؤثر فيه عقلية إنسان يختزل هذا الهامش إلى مجاله الضيق والمحدود، لأن مصلحة الوطن تعني أن نتكامل معاً وتتسع عقولنا للاختلاف البنّاء، لذلك، لا نحتاج إلى انقلاب على مكونات خطابنا الأساسية بل علينا الدخول في التفاصيل أيضاً لنصوغ خطاباً عربياً جديداً.

وانتهت الجلسة بالعديد من المداخلات والتساؤلات المهمّة التي ساهم فيها الحضور النوعي والزاخم.