استمرار وصول الوفود البرلمانية الصديقة لمواكبة الانتخابات
تلبية لدعوة من مجلس الشعب، يستمر وصول الوفود البرلمانية من دول شقيقة وصديقة إلى سورية لمواكبة عملية الانتخابات الرئاسية والاطلاع على مجرياتها، فيما أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، خلال لقائه اليوم، وفداً من مجلس النواب العراقي عمق العلاقات السورية العراقية، منوّهاً بدعم العراق المستمر لسورية في مختلف المجالات.
وأعرب صباغ عن تقديره لتلبية مجلس النواب العراقي الدعوة الموجهة له لمواكبة عملية الانتخابات الرئاسية والاطلاع على مجريات سيرها في السادس والعشرين من الشهر الجاري، داعياً إلى تطوير العلاقات البرلمانية السورية العراقية والدفع بها قدماً إلى الأمام لتحقيق ما يصبو له الشعبان الشقيقان.
من جانبه أكد رئيس الوفد عضو مجلس النواب العراقي كاطع الركابي موقف بلاده الثابت في دعم سورية وسيادتها ووحدة أراضيها، مشيراً إلى أن الانتخابات الرئاسية السورية تمثل انتصاراً لإرادة الشعب السوري ودليلاً على قدرته على تجاوز جميع المحن والصعاب، مبيناً أهمية تعزيز وتطوير العلاقات البرلمانية وتبادل الزيارات بين مجلس الشعب في سورية ومجلس النواب العراقي.
حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس الشعب وأعضاء الوفد البرلماني العراقي والقائم بالأعمال في السفارة العراقية بدمشق ياسين الحجيمي.
كما التقى صباغ وفداً من مجلس الشورى الإسلامي الإيراني برئاسة زهرة اللهيان رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس.
وأكد صباغ خلال اللقاء عمق وقوة العلاقات السورية الإيرانية التاريخية، معرباً عن شكره المجلس على تلبية الدعوة الموجهة إليه للمشاركة في مواكبة الانتخابات الرئاسية وعن تقديره لدعم إيران الدائم للشعب السوري في كل المجالات.
وشدد صباغ على ضرورة تعزيز مختلف جوانب التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، ولا سيما البرلمانية منها، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة وتبادل الخبرات بين الجانبين.
من جهتها رأت اللهيان أن الانتخابات الرئاسية تمثّل منعطفاً مهماً ومصيرياً في تاريخ سورية الحديث وتسهم مباشرة في تحقيق مستقبل مشرق ومزدهر للشعب السوري، الذي عانى لسنوات من الحرب الإرهابية محققاً العديد من الانتصارات والإنجازات على الإرهاب وداعميه. وأوضحت أن دعم سورية في جميع المجالات يمثل “موقفاً ثابتاً في الاستراتيجية العليا” لبلادها، معربة عن شكرها للدعوة الموجهة من مجلس الشعب السوري إلى مجلس الشورى الإيراني لمواكبة الانتخابات الرئاسية والتي تعد دليلاً على شفافية ونزاهة هذه الانتخابات.
حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس الشعب وأعضاء الوفد الإيراني وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى سورية الدكتور مهدي سبحاني وأعضاء الوفد الإعلامي الإيراني المرافق.
وكان وفدان برلمانيان عراقي وإيراني قد وصلا إلى دمشق في وقت سابق الأحد لمواكبة عملية الانتخابات الرئاسية، التي سيتم الاقتراع فيها للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية بعد غدٍ الأربعاء.
الجعفري: إفشال المخططات الرامية إلى خلق فراغ دستوري
إلى ذلك، استقبل نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بشار الجعفري وفداً يضم مجموعة من الزوار من جنسيات أمريكية وأوروبية وكندية وأفريقية، الذين يزورون سورية للمشاركة في مواكبة وتغطية مجريات الاستحقاق الدستور.
وأشار الدكتور الجعفري خلال لقائه الوفد، الذي يرافقه عدد من المغتربين السوريين في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أهمية حضورهم هذا الحدث المهم كي يشهدوا بأعينهم حسن سير هذه العملية الدستورية.
وفي هذا السياق أكد نائب الوزير أن هذا الاستحقاق هو تطبيق لما ينص عليه الدستور السوري وتعبير عن التزام الحكومة بتنفيذ أحكام الدستور، بما يضمن للمواطنين السوريين المقيمين في الخارج والداخل ممارسة حقهم الانتخابي، وإفشال المخططات الرامية إلى خلق فراغ دستوري في البلاد، موضحاً أنه على الرغم من كل محاولات القوى التي تستهدف سورية وحلفاءها للتشويش على هذه العملية الدستورية فإن ذلك لم ولن يؤثر في حسن سير هذا الاستحقاق الوطني، ولن ينال من عزيمة وتصميم الحكومة والشعب على الحفاظ على استقلالية القرار الوطني السوري في أي جانب من جوانب السيادة الوطنية بكل أشكالها.
وخلال اللقاء قدّم الدكتور الجعفري للوفد الضيف عرضاً سياسياً شاملاً عما تتعرض له سورية من مؤامرات وحرب إرهابية غير مسبوقة منذ عشر سنوات، وبالمقابل ما قامت به القيادة السورية والجيش والشعب معاً لمواجهة تلك الاستهدافات وتحقيق الانتصار تلو الآخر، ولا سيما في محاربة الإرهاب نيابة عن العالم كله وفي صون سيادة واستقلال الوطن والحفاظ على الدستور وما ينص عليه، مبيناً أن هذا كله هو ما يزعج من هم وراء المؤامرات التي حيكت ضد سورية حكومة وشعباً.
من جانبهم أكد أعضاء الوفد من مغتربين سوريين وأجانب قناعتهم وتفهمهم لما تمّ عرضه.. وأن بعض الدول الغربية ارتكبت أخطاء كبيرة تجاه سورية التي طالما كانت مثالاً أنموذجاً للوحدة الوطنية وحماية المواطنين. وأشاروا إلى أنه خلال زيارتهم الحالية لسورية قد لاحظوا زيف الادعاءات الغربية والتضليل وما يروّج له البعض في الغرب، وأنهم بناء على ذلك سيعملون بكل ما يستطيعون لنقل الصورة الحقيقية عن الواقع الذي تعيشه سورية، وشددوا على قناعتهم بالضرورة الملحة لقيام الحكومات الغربية بتغيير سلوكها السياسي والاقتصادي وغيره تجاه سورية.
حضر اللقاء وريف الحلبي مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية والمغتربين وجابر شموط مدير مكتب نائب الوزير ويزن إبراهيم من مكتب نائب الوزير.
وفد من جمهورية روسيا الاتحادية
هذا ووصل إلى دمشق بعد ظهر اليوم وفد من جمهورية روسيا الاتحادية يضم أعضاء يمثلون مختلف الهيئات التشريعية الروسية المتمثلة بمجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية ومجلس الدوما والغرفة الاجتماعية لروسيا الاتحادية لمواكبة عملية الانتخابات الرئاسية والاطلاع على مجريات سيرها وذلك تلبية لدعوة من مجلس الشعب.
وقال عضو لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد لروسيا الاتحادية رئيس لجنة الصداقة الروسية السورية في المجلس سيرغي مورادوف.. جئنا إلى دمشق لأننا نعتبر أن إجراء الانتخابات بموعدها يعد انتصاراً، ونتيجة للمساعدة التي قدمتها بلادنا للحفاظ على وحدة سورية.. جئنا لنشهد بأنفسنا آليات اجراء الانتخابات في البلاد وتطبيقها لمبادئ الديمقراطية وفق المعايير الدولية. وبين أن الوفد لمس خلال جولته اليوم التحضيرات الانتخابية والتي تتطابق مع المبادئ الديمقراطية، مشيراً إلى أن التحضيرات بحرية كاملة “دون ضغوط”.
من جهته أكد عضو مجلس الدوما منسق المجموعة البرلمانية الروسية للعلاقات مع مجلس الشعب ديميتري سابلين أنه واكب خلال مسيرته الممتدة على مدى 18 عاماً، كعضو في مجلس الدوما، خمس عمليات انتخابية جرت في سورية، وهي إجراء الانتخابات الرئاسية مرتين إضافة إلى عمليات الانتخاب ضمن 3 دورات لانتخابات مجلس الشعب، لافتاً إلى أنه لا فرق بين إجراء الانتخابات في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية وبين إجرائها في سورية، فبالنسبة للغرب الانتخاب هو حق الاختيار، وفيما يخص الشعب السوري فإن الانتخابات الرئاسية هي خيار بين الحرب والسلام، وكل صوت يتم الإدلاء به في صندوق الانتخابات في صالح الأمان والسلام في سورية. ولفت إلى أنه واكب العمليات الانتخابية في العديد من الدول من الشرق إلى الغرب إلا أنه واثق من أن الانتخابات في سورية ستكون انتخابات حقيقية وديمقراطية رغم الصعوبات والمشكلات، فهي بالنسبة للسوريين تعد اختياراً لمن سيقودهم غداً وهي خيار بين الموت والحياة.
بدوره عضو الغرفة الاجتماعية لروسيا الاتحادية مكسيم غريغورييف بين أن من ضمن اختصاص الجمعية التي يمثلها مواكبة الانتخابات في روسيا ومتابعتها وقد جاء إلى دمشق بهدف مواكبة الانتخابات والاطلاع على آليات سيرها، مؤكداً رفض بلاده قيام دول مثل ألمانيا وتركيا بمنع السوريين في الخارج من المشاركة في الانتخابات وتقرير مستقبل بلادهم بحرية وديمقراطية ووفق القواعد الدستورية والقوانين المتبعة لديهم ودون تدخل خارجي.
.. ومن أوسيتيا الجنوبية
وفي وقت سابق، وصل وفد من جمهورية أوسيتيا الجنوبية برئاسة رئيس البرلمان الأوسيتي آلان تادييف، ويضم عدداً من النواب، بهدف مواكبة عملية الانتخابات الرئاسية.
وأوضح تادييف أن وفد بلاده جاء إلى دمشق تلبية لدعوة من مجلس الشعب بهدف مواكبة الانتخابات الرئاسية ومتابعة سيرها، لافتاً إلى أن إجراء الانتخابات حق للشعب السوري الذي يحق له وحده تقرير مستقبله. وجدد تأكيد دعم بلاده التام لسورية، مبيناً أن علاقات الصداقة والمودة بين البلدين تتسارع في النمو وتقوم على أسس التفاهم المشترك.
وعبّر أعضاء بعثة الشرف من مجلس الشعب عن شكرهم لتلبية جمهورية أوسيتيا الجنوبية الدعوة للمشاركة في هذا الاستحقاق الوطني الهام، متمنين عليهم نقل الصورة الحقيقية والفعلية للعملية الديمقراطية التي تجري في سورية، والتي تتم وفق الدستور السوري والذي استفتي عليه الشعب السوري عام 2012 بكل شفافية ووافق عليه، مؤكدين على عمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين والعمل على تطويرها على كافة الصعد والمجالات في المرحلة القادمة.