صباغ: ستبقى فلسطين قضية سورية المركزية
أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ أن فلسطين ستبقى قضية سورية المركزية تدافع عنها بكل قوة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال صباغ في كلمة وزعت على الحضور خلال الاجتماع الاستثنائي الرابع للجنة فلسطين الدائمة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الإيرانية طهران: إن الشعب الفلسطيني يعيش مرارة القتل والتهجير والتشريد في واحدة من أبشع مآسي التاريخ الحديث في ظل الاحتلال الإسرائيلي المدعوم ممن يدعون الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، وبين أن ما يسطره رجال وشبان وأطفال ونساء فلسطين من مقاومة وتصد أسطوري في مواجهة منظومة القتل والإجرام الصهيونية الدموية أنموذج عظيم في البطولة من أجل تحقيق النصر والتحرير مهما اشتدت المواجع والآلام.
ولفت صباغ إلى أن العدوان الصهيوني الدموي على الشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج للبنى التحتية والخدمات الأساسية والضرورية يبين للعالم أن معركتنا مع العدو الصهيوني وداعميه هي معركة وجود وبقاء، مشدداً على أن الحق سيعود إلى أصحابه، وأن مصير الغزاة والمعتدين إلى مزابل التاريخ، ومصير المقاومين هو الخلود في صفحاته.
وأضاف صباغ: علينا جميعاً في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الوقوف بجانب فلسطين وشعبها والدفاع عنها وتقديم سبل الدعم الممكنة كافة لتعزيز صمودها، والقيام بكل ما نستطيع فرادى ومجتمعين للتواصل مع المجالس والاتحادات الإقليمية والدولية للضغط على الكيان الصهيوني الغاشم ليوقف فوراً جرائمه الدموية ومخططاته الاستيطانية بحق إخوتنا في فلسطين المحتلة. وأكد أن سورية كانت ومازالت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمت قضيته وصموده ومدت يد العون له في المجالات كافة، لأن قضيته قضية سورية، وأن إيماننا مطلق بحتمية عودة الحق إلى أصحابه الحقيقيين مهما طال الزمن أو قصر.
ولفت صباغ إلى أن ما شهدته سورية على مدار السنوات العشر الأخيرة من حروب ظالمة دمر البشر والحجر، وما رافقها من إجراءات اقتصادية جائرة أحادية الجانب، وما استتبعها بعد ذلك من الحصارات الخانقة التي شملت كل مناحي الحياة ووصلت إلى الصحة والخبز والدواء، كان من جراء وقوفها مع فلسطين وشعبها، مشدداً على أن فلسطين ستبقى قضية سورية المركزية تدافع عنها بكل قوة حتى تحقيق الأمل المنشود بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتوجه صباغ لأهلنا في فلسطين بالقول: إننا معكم، ونحن وأنتم شعب واحد فعدونا واحد ومصيرنا واحد ومعركتنا واحدة ونصرنا واحد وستبقى القدس زهرة المدائن وعاصمة فلسطين الأبية.
وبدأ في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الاجتماع الاستثنائي الرابع للجنة فلسطين الدائمة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان “القدس رمز الوحدة والانتصار”، بمشاركة وفود من عدد من الدول الإسلامية، بينها وفد من مجلس الشعب السوري يرأسه نائب رئيس المجلس محمد أكرم العجلاني، ويضم أيضاً ميساء صالح أمين سر المجلس ومسؤول العلاقات العامة فيه محمد يحيى شيخو، وبحضور السفير السوري في طهران الدكتور شفيق ديوب.
وأدان العجلاني صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن فلسطين ستبقى قضية سورية المركزية. وبين أن الكيان الصهيوني يدمر بيوت الفلسطينيين ويهجرهم بالقوة ويستولي على أراضيهم ويعتدي على المدنيين، بما فيهم النساء والأطفال في قطاع غزة المحاصر، وينتهك حرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فيما يقف العالم بأكمله متفرجاً أمام هذا المشهد اللاإنساني المتكرر.
ودعا العجلاني البرلمانيين إلى التحرك الفاعل من خلال مجالسهم والضغط بكل إمكانياتهم لإنصاف الشعب الفلسطيني وتحرير أرضه عبر دعمه بكل الإمكانيات التي تمكنه من الدفاع عن حقوقه، والعمل على وقف جرائم الاحتلال من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي، والعمل على إيقاف توريد السلاح للكيان الصهيوني، واعتراف دول العالم أجمع بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة.
دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال مسؤولية عالمية
وفي كلمة الافتتاح بين رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف أن العالم بأسره شهد قبل أيام ارتكاب الكيان الصهيوني أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين، مشدداً على أن دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال مسؤولية عالمية. وأكد أن جرائم الاحتلال انتهاك واضح للقانون الدولي، وعلى المجتمع الدولي الخروج عن صمته وفتح تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين عنها.
ولفت قاليباف إلى مواصلة إيران تقديم الدعم للشعب الفلسطيني المقاوم في كل المجالات حتى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أن تسوية القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتم إلا باستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها .
بدوره شدد السفير الفلسطيني في طهران صلاح الزواوي على تمسك الفلسطينيين بأرضهم وبمواصلة المقاومة حتى استعادة كامل الحقوق، مطالباً المجتمع الدولي بإلزام الاحتلال برفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر ووقف مخططاته التهويدية والاستيطانية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
ويتناول الاجتماع الذى تشارك فيه وفود من عدد من الدول الإسلامية كيفية استخدام الإمكانات البرلمانية لدعم القضية الفلسطينية ووضع نهاية فورية لاعتداءات الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
قاليباف: سورية في الخط الأمامي لجبهة المقاومة
وعلى هامش الاجتماع، أكد رئيس مجلس الشورى “أن العلاقات السورية الإيرانية تتعزز أكثر من أي وقت مضى”، منوهاً بوقوف سورية في الخط الأمامي لجبهة المقاومة، وأشار، خلال لقائه وفد مجلس الشعب المشارك في الاجتماع، إلى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية والإقليمية. وأكد أن القضية الفلسطينية “قضية حية وأن ما حصل هو انتصار كبير للشعب الفلسطيني، وهو انتصار لجبهة المقاومة أيضاً”.
من جانبه لفت رئيس الوفد السوري إلى عمق العلاقات السورية الإيرانية، مبيّناً “أن المشاركة في اجتماع مهم كهذا ستكون نتائجها مفيدة للمنطقة ولدول المنطقة وشعوبها التي تعرضت للظلم”، وأكد أن انتصار القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هو انتصار لكل الشعوب التي تعرضت للإرهاب والظلم، مشدداً على أنه لا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي بسياساته العدوانية في هذه المنطقة.