الاحتلال يكثّف اعتداءاته في اللد وأحياء القدس ويضيّق الخناق على غزة
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة أحياء في مدينة القدس المحتلة وبلدات بيت فجار في بيت لحم وكوبر ودورا القرع في رام الله وتل غرب في نابلس وبيت كاحل في الخليل وعزون في قلقيلية، واعتقلت ثلاثين فلسطينياً، معظمهم من القدس، فيما خصصت شرطة الاحتلال الآلاف من عناصرها من أجل تطبيق حملتها ضد الفلسطينيين من خلال تكثيف تواجدهم في البلدات ضد المتظاهرين واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، عن تصعيد حملتها ضد المتظاهرين على خلفية الأحداث التي شهدتها مدن الداخل المحتل عام 1948، نصرة للقدس والأقصى وقطاع غزة، وتنديداً باعتداءات المستوطنين على المواطنين تحت حماية عناصر الشرطة لهم.
وجاءت هذه الحملة استكمالاً لحملة الاعتقالات التي نفذتها الشرطة بحق متظاهرين ونشطاء من مختلف الأحزاب والحركات الفاعلة على الساحة المحلية في الأسبوعين الماضيين، حيث جرى اعتقال أكثر من 1550 فلسطيناً، فيما قُدمت 150 لائحة اتهام. وزعمت شرطة الاحتلال في بيان لها أن “الحملة تهدف إلى تقديم مرتكبي أحداث العنف الخطيرة والضالعين في حيازة الأسلحة والاتجار بها، وإضرام النار والاعتداء على الممتلكات والانتماء إلى منظمات الإجرام، إلى المحاكمة”.
وشهدت البلدات العربية، مؤخراً، مظاهرات ومواجهات احتجاجاً على هجمات المستوطنين واعتداءات عناصر الشرطة على المتظاهرين وقمع احتجاجهم، مقابل حمايتهم للمستوطنين الذين يستهدفون العرب.
وتصاعدت في الفترة الأخيرة، اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في عدة بلدات، وذلك تزامناً مع حملة تحريض متصاعدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد الوجود الفلسطيني في الداخل المحتل.
وفي وقت سابق، نفّذ العشرات من المستوطنين، تهديداتهم باقتحام باحات المسجد الأقصى، بعد ساعات من اقتحام العشرات من جنود الاحتلال فجراً، وسط حالة استنفار واعتداء على المصلين واعتقال عدد كبير منهم.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، جددت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بوقف مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المسجد الأقصى. وحذرت الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم من دعوات المستوطنين لهدم المسجد الأقصى، مطالبة المجتمع الدولي بالتعامل مع تلك الدعوات بجدية، مبينة أن ما يتعرض له المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وسلوان وأحياء مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة يأتي في إطار مخططات الاحتلال لتهويد المدينة والقضاء على أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
بالتوازي، تواصل سلطات الاحتلال منع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة المحاصر، وفق ما ذكرت وكالة معا.
ومنذ عدوانها الوحشي الأخير على القطاع، والذي استمر من العاشر حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، تفرض سلطات الاحتلال حصاراً برياً وبحرياً كاملاً على القطاع لتضييق الخناق على أهله، الذين فاقم العدوان من معاناتهم الإنسانية جراء عدد الشهداء والإصابات الكبير والدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم وممتلكاتهم والبنى التحتية المتضررة أساساً من الحصار الجائر الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ أكثر من 15 عاماً.
وما يزيد الأوضاع سوءً تضرر منظومة الكهرباء في القطاع جراء قصف طيران الاحتلال ومنعه إدخال الوقود ما يهدد العمل في المشافي ويؤثر على إمدادات المياه للفلسطينيين وعلى عمل محطات الصرف الصحي ما سيؤدي إلى تداعيات صحية كارثية.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع إلى 249 شهيداً بينهم 66 طفلاً إضافةً إلى إصابة نحو 1950 بجروح بينهم 560 طفلاً وإلحاق دمار كبير بممتلكات ومنازل الفلسطينيين والبنى التحتية.