سورية تصنع مستقبلها
لأن سورية بوصلة العرب ونقطة الالتقاء أقامت جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب ندوة فكرية حول الاستحقاق الدستوري جمعت أدباء وباحثين من سورية ولبنان والعراق وفلسطين، وحملت عنوان “سورية تصنع مستقبلها”، أدارها د.جهاد بكفلوني، وألقى فيها الشاعر اللواء حسن حسن قصيدة بعنوان “النبض السوري”.
قلب العروبة
سورية وفلسطين جسد واحد وقلب واحد لذات الهموم الكبرى بما يتعلق بالأمة جمعاء، إذ ترفعان معاً لاءهما الكبرى في مواجهة صفقة القرن وسياسة الشطب والإلغاء الكوني في التأكيد على السياسة الوطنية، هذا ما أكد عليه الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين الذي رأى أن إجراء الانتخابات في موعدها هي “انتصار للشعب السوري ولمكونات سورية الدولة والسيادة دون تدخل من أي سياق أجنبي أو استطالة تعبث في مكونات الوضع السوري، وهو انتصار لحق وحقيقة سورية”، وتابع قائلاً: “على الرغم من كل ما حدث على هذه الجغرافية من محاولات للنيل من قلب العروبة النابض لم يدركوا أننا نذهب عميقاً في هذه الثقافة، وما صدهم هو هذه الثقافة والوجدان الجماعي لهذا الشعب السوري الذي أدرك بكل اقتدار وصبر أنه قادر على صد هذه الاعتداءات ليعلن هذا الاستحقاق فضاءً وسياقاً لانتصار حر معافى، رغم كل الاكراهات والحصار ومساحات التشظية والإلغاء والمحو فنهض بصحو كامل لتعلن بضوئها الكاشف وحضورها الساطع أنها جديرة بالاحترام والتقدير”.
تحديات وصمود
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية سورية كهدف استراتيجي لها بهدف رسم خارطة سياسية جديدة للشرق الأوسط تقتضي إنهاء “حالات الممانعة”، هذا ما تحدثت عنه الباحثة والمحامية اللبنانية بشرى خليل والتي أضافت: “سقطت معظم الحكومات العربية في فلك السياسة الأمريكية ماعدا سورية التي بقيت ملتزمة بثوابتها القومية، وهناك شواهد كثيرة على التحديات الكبيرة التي شهدتها سورية وأعظمها شأناً تلك التي ترافقت مع الحرب الكونية عليها. ومع ذلك، كانت القيادة السورية حريصة على الثبات في الأرض وقهر الحروب عند التلاقي، أما الآن وقد شارفت المنازلة الكبرى على نهايتها بانتصار مؤزر لسورية سقط من خلاله الأمريكي وفشل في إنجاز خارطته للشرق الأوسط، ولكن الأهم هو ثمرة هذا الصمود العظيم والقيادة العبقرية، هو نهاية سياسة القطب الأوحد وولادة نظام تعددية الأقطاب، وولادة “محور المقاومة” الذي بدأت المؤشرات تؤكد على قيادته للمنطقة في المرحلة القادمة التي ستشهد بداية نهاية وتفكك الكيان الصهيوني. كذلك ستشهد قيامة جديدة للمشروع القومي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني بقيادة سورية والذي تحتم ضرورات نجاحه أن يكون قائده بشار الأسد.
عبد الرضا الحميد
كما تعرضت الديمقراطية فكرة ونظرية ومفهوماً ومن ثم نظاماً وآليات إجرائية إلى الكثير من اللبس والإيهام والتمويه، حتى بلغ التعقيد فيها مبلغ إعدام الديمقراطية جوهراً ومظهراً، وهذا ما تحدث عنه الأديب الإعلامي عبد الرضا الحميد رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة الذي أكد أن سورية هي البلد الأول الذي أسس الديمقراطية سلوكاً يومياً في الحياة العامة انعكس بشكل شرطي على تحويل الشعب برمته إلى شعب منتج قل نظيره، وسورية هي البلد الوحيد الذي حول قلة موارده الطبيعية إلى عنصر قوة حض على الاكتفاء فكانت مكتفية بذاتها غير أسيرة بقرارها الوطني لصندوق دولي، وتابع متحدثاً عن الدرس الديمقراطي السوري عبر عدد من الأسس هي: “الديمقراطية تعني أن السيادة للشعب على أرضه وسمائه ومائه وهو مصدر جميع السلطات، وقيمة القيادة نابعة عن انبثاقها من إرادة الشعب، ولا ديمقراطية من دون مساواة تامة ومطلقة بين المواطنين، وحرية التعبير عن الرأي والاجتماع والدين والشعائر والاحتجاج والصحافة والفن والأدب مقدسة لا يمكن النيل منها، ولا ديمقراطية من دون تحرر الوطن من أي هيمنة خارجية، والديمقراطية إطار لبنيان اجتماعي قائم على تنمية المنظومة الأخلاقية والقيمية والتربوية والعقلية والاقتصادية والصحية وغيرها، والديمقراطية القائمة على نطاق شعبي تام أداوت لتطوير السلطة وتطور وظائفها، والسلطة التشريعية ورئاسة السلطة التنفيذية تنتخبان مباشرة من قبل الشعب”.
عُلا أحمد