الاحتلال يستغل وقف إطلاق النار للتنكيل بالفلسطينيين في الضفة والقدس
مستغلةً وقف إطلاق النار الذي اضطرّت إلى إعلانه في نهاية عدوانها الأخير على غزة تحت ضغط صواريخ المقاومة الفلسطينية، عاودت سلطات الاحتلال سياساتها التهويدية بحق المسجد الأقصى وحيي الشيخ جراح وسلوان، وممارساتها التعسفية والانتقامية بحق الشبان الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية الذين أشعلوا جذوة الانتفاضة مجدّداً ضدها.
فقد جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني فجر اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة البيرة.
وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على الشاب أحمد جميل فهد من مخيم الأمعري في حي أم الشرايط في مدينة البيرة وتركته ينزف إلى أن استشهد.
وردّاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين نفّذ شاب فلسطيني أمس عملية بطولية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة أسفرت عن إصابة اثنين من قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص عليه ما أدّى إلى استشهاده.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 19 فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس وبلدة عصيرة القبلية جنوبها ومنطقتي الحاووز وخلة حاضور في الخليل وبلدات الطور في القدس واليامون ويعبد وجبع وكفردان في جنين ودير أبو مشعل ومخيم الجلزون في رام الله.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أمس 31 فلسطينياً في الضفة الغربية.
واقتحم مستوطنون إسرائيليون منطقة واد الحصين شمال شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية واقتلعوا 35 شجرة زيتون. وذكرت وكالة وفا أن مستوطنين اقتحموا أراضي الفلسطينيين الزراعية في المنطقة واقتلعوا 35 شجرة زيتون.
في موازاة ذلك، شهدت مدينة طولكرم بالضفة الغربية اليوم وقفة دعماً للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي وتنديداً بجرائمه المتواصلة بحقهم.
ووفقاً لوكالة وفا شدّد المشاركون في الوقفة الأسبوعية أمام مكتب الصليب الأحمر في طولكرم، على ضرورة مواصلة دعم الأسرى والتضامن معهم في ظل ما يتعرّضون له من انتهاكات وممارسات وحشية من قبل الاحتلال والضرب بعرض الحائط لمواثيق حقوق الإنسان.
وطالب المشاركون الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه وانتهاكاته بحق الأسرى والإفراج عن المرضى منهم وكبار السن والنساء والأطفال الذين باتت حياتهم مهدّدة بالخطر وسط إهمال طبي متعمّد بحقهم.
ويواجه نحو 4600 أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي ظروف اعتقال قاسية حيث يعاني 1800 منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة وبينهم نحو 700 بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.
وفي غزة، ما إن انقشع غبار الحرب حتى بدأت الآثار الكارثية للعدوان الصهيوني بالظهور، حيث تحدّث عدد من الخبراء الاقتصاديين والحقوقيين عن حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة العدوان الذي استمر 11 يوماً على قطاع غزة المحاصر.
وأوضح الباحث الحقوقي عصام يونس أن الاحتلال الإسرائيلي دمّر خلال عدوانه 1447 منزلاً بشكل كلي و13 ألف منزل و490 منشأة زراعية و300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية و68 مدرسة بشكل جزئي، كما تضرّرت شبكات الكهرباء والري والصرف الصحي بشكل كبير نتيجة الاستهداف المباشر.
مدير المركز العربي للتطوير الزراعي محسن أبو رمضان بيّن أن الاحتلال تسبّب بخسائر جسيمة للقطاع الزراعي من خلال استهدافه المنشآت الزراعية وتدميرها ما تسبّب بخسائر مادية كبيرة، إضافة إلى تعمّد استهدافه المزارعين ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم وهم في حقولهم فضلاً عن احتراق عشرات المستودعات الزراعية.
وأشار أبو رمضان إلى أن الاحتلال ألحق أضراراً جسيمة بالثروة الحيوانية، حيث دمّر ثمانية آلاف خلية نحل وتسبّب بنفوق آلاف الحيوانات إما نتيجة تعرضها للقصف المباشر أو بسبب عدم توافر الأعلاف بسبب استهداف المخازن والمستلزمات الزراعية ومنعه إدخال الأعلاف إلى القطاع.
من جانبه قال الاقتصادي علي الحايك: إن الاحتلال دمّر سبعة مصانع بشكل كلي وثمانية بشكل جزئي في المنطقة الصناعية الوحيدة في غزة، إضافة إلى تدمير 300 منشأة تجارية وصناعية كانت تشكّل عصب الاقتصاد في القطاع ما تسبّب في فقدان نحو 155 ألف عامل عملهم ومصدر رزقهم، ويضاف هذا العدد إلى نحو 300 ألف عاطل عن العمل قبل العدوان الأخير ما يفاقم نسب البطالة المرتفعة أصلاً في القطاع نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من 15 عاماً.
بدوره لفت الاقتصادي محمد ثابت إلى أن الاحتلال دمّر خلال العدوان 31 محولة كهربائية وتسعة خطوط من أصل عشرة رئيسية مغذية لشبكات الكهرباء في القطاع، إضافة إلى منع إدخال الوقود المشغل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، وهذا تسبّب في زيادة فترات قطع التيار الكهربائي لتصل إلى 20 ساعة يومياً، موضحاً أن خسائر البنية التحتية لقطاع الكهرباء تقدّر بعشرات ملايين الدولارات.