نصف التدريب العملي السريري لم يتم تعويضه في كلية الطب البشري!
دمشق- لينا عدرة
يتفاعل موضوع تعويض الفاقد التعليمي في كلية الطب البشري. ومع استمزاج “البعث” آراء عدد كبير من طلاب الكلية، والاستماع إلى آرائهم، لا بد من الإشارة إلى أننا كنا مضطرين للاكتفاء فقط بوجهة نظرهم، بسبب العرقلة التي واجهت عملنا من قبل الشخص المعنيّ بإدارة مكتب العميد (وهو ما أوضحناه في مادة سابقة)، مع التأكيد على ما ذكره العميد في دردشةٍ قصيرةٍ معه في وقتٍ سابق، حول عدم وجود فاقد تعليمي وحرص الكلية على تعويض كل ما ضاع على الطلاب بعد استئناف الدوام.
“أي فاقد تعليمي بدنا نعوضو.. يلي راح راح”!!.
ويجمع عدد كبير من طلاب كلية الطب البشري من مختلف السنوات، في معرض إجابتهم حول إمكانية تعويض ما فاتهم في العطلة، وخاصةً في الجانب العملي “السريري”، على أمرٍ واحدٍ هو عدم تعويض أي “ستاج” من “الستاجات” التي ضاعت عليهم أثناء العطلة السابقة، مؤكدين أن موضوع الفاقد التعليمي ليس بالأمر المستجد في كليتهم، ولا علاقة لكورونا به، فهم بالأساس يعانون من ضعف التدريب العملي “السريري”!.
البعض ممن تحدثنا إليهم أكد أن “ستاج قلبية أطفال” الذي كان مُحدّداً في شهر نيسان – على سبيل المثال لا الحصر – ذهب مع العطلة ولم ولن يتمّ تعويضه، فيما أوضح عددٌ آخر من طلاب السنة السادسة أن “ستاج الباطنة” الممتد على ثمانية أسابيع، لا يتجاوز عدد الدوام فيه سبعة أيام، هي التي حضر فيها الأساتذة!، مضيفين: المهمّ فقط هو تسجيل الحضور والعودة، وأن يُسجّل أمام اسمك (م)، أي موجود، وهذا ليس بالأمر الغريب، فهم اعتادوا الأمر نفسه عندما كانوا في السنة الرابعة والخامسة.
نعم، عليك كطالب طب أن تقوم بمجهود شخصي وذاتي لتتمكّن من التعلم.. هذا ما أكده الطلاب، فهناك ضعف وقلّة تنظيم من قبل المعنيين في الكلية بموضوع التدريب العملي الذي يعتبر الجانب الأهم في دراستهم، التي تحوّلت إلى نظري حتى في جانبها العملي في كثير من الأحيان.
ويجمع الطلاب على أن الحديث في هذا الموضوع أصبح وراءهم ولا جدوى منه، فحتى لو كان هناك نيّة للتعويض فالوقت أصبح ضيقاً جداً، وخاصة لطلاب السنة السادسة، في حال قرّرت الكلية مثلاً إضافة 3 أو لنقل 4 أسابيع لتعويض ما فاتهم، ولن يكون هناك وقت بسبب تحضيرهم للامتحان الوطني، مؤكدين ضياع نصف التدريب العملي “السريري” عليهم، وموضحين بالوقت نفسه أن الـ “ستاجات” التي استفادوا منها وكانت في مشفى الأطفال وتمكنوا فيها من فحص المرضى، من أكثر الـ “ستاجات” تنظيماً منذ اليوم الأول إلى اليوم الأخير، إضافةً إلى العيادات كـ “الأذنية والجلدية” واستاج مشفى التوليد الجامعي التي بمجملها كانت جيدة، في حين ضاع المتبقي وهو نصف التدريب السريري.
أيضاً تحدث الطلاب عن الضغط الكبير على مشفى الأسد الجامعي عند بلوغ الذروة الثانية من كورونا بسبب إيقاف التدريب في المواساة، حيث وصل عدد الطلاب فيها إلى نحو 1200 طالب فقط من السنة السادسة، هذا ولم نتحدث بعد عن طلاب الرابعة والخامسة، وجميعهم في مشفى الأسد الجامعي، مؤكدين أنهم “بألف رحمة عن طلاب السنة الماضية طلاب السادسة الذين لم يداوموا أبداً”، الذين دخلوا مباشرةً إلى المقابلات وهم اليوم سنة أولى اختصاص، إضافة إلى فكرة مهمّة وهي الفجوة الحاصلة بين ما يتعلمه الطالب في سنواته الست، وبين سنوات الاختصاص!.
ختاماً.. شدّد الطلاب على عدة نقاط، أهمها الضعف الكبير في التدريب العملي أو السريري، والفشل الذي يعتري تطبيق الاستاجات وتنظيمها، فالمشكلة الحقيقية بنظرهم هي في اتخاذ القرار الذي عادةً ما يكون آنيّاً من دون تخطيط، كما حصل في السنة الماضية عندما بدؤوا مقابلات وبعد بشهرين قرروا إجراء “أوسكي”، منوهين إلى نقطة جوهرية هي الاعتماد على النظري أكثر، مؤكدين تقديرهم لتعب أساتذتهم، ولكن الحضور المقتصر فقط على تسجيل الاسم حتى لا يتمّ حرمان الطالب من المقابلة هو ما يحتاج لحلّ أيضاً.