الكرملين يسخر من وزير الخارجية البريطاني: لديهم هوس بـ “الروسوفوبيا”
البعث- تقارير:
كان واضحاً منذ البداية أن الضجيج الذي تم إحداثه من الدول الغربية فيما يخص الهبوط الاضطراري للطائرة الإيرلندية في مطار مينسك، كانت الغاية منه تجريم روسيا أو إلقاء اللوم عليها فيما حدث، وذلك في سياق شيطنة روسيا كهدف عام، أو ردّ الفعل على مساعدتها حليفها البيلاروسي في كشف ملابسات المخطط الغربي للإطاحة به في الشهر الماضي.
وفي هذا السياق، رفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اتهام روسيا بالتورّط في حادثة طائرة “رايان اير” التي هبطت اضطرارياً في العاصمة البيلاروسية مينسك أول أمس بعد تلقي بلاغ بوجود قنبلة على متنها واصفاً الأمر بـ”السلوك غير المتزن”.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن بيسكوف قوله تعليقاً على تصريح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي شكّك في إمكانية وقوع حادثة الطائرة المذكورة دون “موافقة ضمنية على الأقل من موسكو”: لديهم هوس بالروسوفوبيا والهذيان بإلقاء اللوم على روسيا في كل شيء، وأضاف ساخراً: من المحتمل أن يصل الأمر بهم قريباً إلى درجة اتهام روسيا بأنها المذنبة في وجودها. وشدّد على أن بلاده لا توافق على مثل هذه الاتهامات لكنها تراقب ذلك بصبر.
وأكدت وزارة الخارجية البيلاروسية أمس أن الدول الغربية قامت بتسييس عملية الهبوط الاضطراري لطائرة “رايان اير” على أراضيها، بينما تصرّفت سلطات بيلاروس حيال الحادث بشكل يتوافق مع القواعد الدولية تماماً، داعية إلى ضرورة النظر للحادثة من وجهة نظر أمان وسلامة الطيران وهو ما قام الجانب البيلاروسي بضمانه.
وفي سياق متصل، صرّح بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو سيلتقيان قبل نهاية الشهر.
ولفت بيسكوف إلى أن التحضير لهذا الاجتماع كان يجري قبل حادثة طائرة رايان إير، مشيراً إلى أن رئيس بيلاروس سيتمكن خلال هذا الاجتماع من إبلاغ بوتين بالتفاصيل والظروف والأسباب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحفيين بهذا الشأن: “الاجتماع فعلاً مخطط لعقده في نهاية الشهر. سنبلغكم بموعد ومكان انعقاده. وقد تم التخطيط له وإعداده حتى قبل أحداث يوم الأحد. بالتأكيد، إذا تم عقده، سيكون لدى الرئيس لوكاشينكو بالطبع فرصة لإبلاغ رئيس الدولة الروسية بالتفصيل بظروف وأسباب ما حدث”. وأشار إلى أنه “بالنسبة لأي مساعدة تتعلق برحلة رايان إير، فهذا يعتمد على ما سيقوله الجانب البيلاروسي خلال هذه الاتصالات”.
وفي شأن آخر، قال الرئيس الروسي: إن إمكانات القوات النووية الاستراتيجية الروسية تعاظمت، مؤكداً قرب إنجاز اختبارات الصاروخ “تسيركون” فرط الصوتي. وأضاف في افتتاح سلسلة من الاجتماعات حول الدفاع في سوتشي: “يتلقى الجيش والبحرية، أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية بوتيرة عالية، وبالتالي تم تعزيز إمكانيات الثالوث النووي الروسي بشكل كبير، وتم توسيع القدرات القتالية للقوات البحرية، بما في ذلك من خلال السفن التي تحمل الصواريخ المجنحة كاليبر، وتقع في المرحلة النهائية اختبارات صاروخ “تسيركون” فرط الصوتي”.
وشدّد بوتين على ضرورة تركيز اهتمام أكبر لتطوير القوات النووية الاستراتيجية لروسيا، وعلى ضرورة تحديث الأسلحة الموجودة حالياً.
وقال بوتين: “ينبغي إيلاء أكبر قدر من الاهتمام، كما في السابق، لتطوير القوات النووية الاستراتيجية التي تعتبر العامل الرئيسي في ضمان استقرار وأمن روسيا”. وأشار إلى أن الجيش الروسي، كان أول جيش في العالم يحصل على أسلحة فرط صوتية، مؤكداً أن الحديث يدور عن منظومة “أفنغارد” وكذلك عن صواريخ “كينجال” المحمولة جواً. وذكر بوتين أن المقاتلات الحاملة لصواريخ “كينجال” نفذت حتى الآن أكثر من 160 طلعة جوية، وقال: “يجب علينا تطوير هذا الاحتياطي القوي الذي تمتلكه روسيا”.
وفيما يخص منظومة صواريخ “إس 500” أعلن بوتين أن اختبارات المنظومة تجري بنجاح وتقترب من نهايتها.
وقال بوتين خلال افتتاحه سلسلة اجتماعات في سوتشي تعقد لبحث قضايا الدفاع: “في القوات الجوية الفضائية تم تجهيز حوالي 70٪ من أفواج الصواريخ المضادة للطائرات بأنظمة إس-400 الحديثة، والخطوة التالية هي تزويد القوات بمنظومات إس-500، التي تجري اختباراتها بنجاح ووصلت إلى مرحلتها النهائية”.
وفي وقت سابق ذكر أليكسي كريفوروشكو نائب وزير الدفاع الروسي، أن القوات المسلحة الروسية تخطط لاستلام أول منظومات للصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى “إس-500” في عام 2021، بينما سيبدأ التسليم التسلسلي في عام 2025.
وحسبما أوضح سابقاً قائد المنطقة العسكرية الجنوبية ألكسندر دفورنيكوف، فإن أول منظومات صواريخ من طراز “إس-500” قد تدخل الخدمة مع تلك المنطقة العسكرية تحديداً.
أمنياً، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم إحباط عمل إرهابي في مدينة نوريلسك بسيبيريا كان يخطط لتنفيذه إرهابيون من تنظيم “داعش” أثناء احتفالات أعياد النصر في روسيا في الـ9 من أيار الجاري.
وجاء في بيان للجهاز نقلته سبوتنيك: “في الثاني والعشرين من شهر نيسان الماضي تم القبض على أحد إرهابيي تنظيم “داعش” في إقليم ستافروبول كان يخطط لتفجير قنبلة يدوية الصنع في تجمّع للمواطنين في مدينة نوريلسك يوم الـ9 من أيار الجاري”.
وأشار البيان إلى أنه بفحص هاتف الإرهابي تم العثور على مراسلات تؤكد تخطيطه لتجنيد عدد من الأشخاص للقيام بتفجير أثناء العرض العسكري للاحتفال بعيد النصر.
ويواصل الأمن الروسي عملياته لملاحقة الخلايا الإرهابية، حيث أحبط أواخر آذار الماضي مخططاً إرهابياً في مدينة روستوف جنوب غرب روسيا.