انتخابات رئاسة الجمهورية العربية السوريةرأيصحيفة البعث

الرئيس الأسد في دوما المحررة

علي اليوسف

أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بصوته في مدينة دوما المحررة، في رسالة قوية جداً للغرب بأن هذه المدينة ستكون دوماً في قلب دمشق، ورمزاً لعودة المهجرين وإعادة الإعمار تنفيذاً للشعار الذي رفعه “الأمل بالعمل”، وأن الشعب العربي السوري كان دائماً موحداً في مواجهة الإرهاب، وهو ما أكده سيادته لدى وصوله صباح اليوم إلى المدينة وإدلائه بصوته في الانتخابات.

قبل تحريرها، كان الاستيلاء على دوما من قبل المجموعات المسلحة قد اختصر كل سلوك وممارسات الإرهاب، حيث لا تغادر ذاكرة السوريين تلك الاستعراضات الكاذبة لما تستحوذ عليه تلك المجموعات من دبابات وصواريخ وأسلحة ثقيلة متنوعة، وكان أكثرها إثارة للاشمئزاز هو الاستعراض بوضع مئات المختطفين من النساء والرجال والأطفال ضمن أقفاص حديدية والسير بهم في أحياء دوما، في رسالة سادية قلما عايشت البشرية مثلها في العصور الحديثة.

في نيسان 2018، تم إعادة دوما إلى حضن الوطن، وما زال في ذاكرة ما قبل الحرب أنها كانت قبلة لتجار السلع الزراعية، ودرة الغوطة، وستكون قبلة إعادة الإعمار بعد عودة نحو  70 إلى 80% من سكان المدينة الذين قاموا بترميم منازلهم ومزارعهم ومنشآتهم الصناعية. ولعل اختيار الرئيس الأسد مدينة دوما للإدلاء بصوته دليل ساطع على الأهمية الاستثنائية للفوطة الشرقية، وبأنها ستؤكد للعالم أجمع أن السوريين متحدون ضد الإرهاب، خاصةً لما عانته المدينة وما شهدته من فبركات وتمثيليات خلال السنوات التي كانت خلالها مختطفة من الإرهابيين.

وللتذكير عرفت دوما في التاريخ المعاصر بأنها حاضنة الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، لذلك إن اختيار دوما تحمل رسالة لرؤساء فرنسا وغيرهم الذين ناصبوا العداء لسورية، ودعموا ومولوا وأرسلوا قوات لزعزعة الاستقرار فيها، بأن الإرهاب الذي مولوه لن يجد له مكاناً بين أبناء الشعب السوري، لأنهم متحدون ضد هذا الإرهاب. ولكن يبدو أن السلطات الفرنسية والغربية لم تستوعب بعد أن الشعب السوري واع بما يكفي لحجم الحقد الغربي، وهو مصمم على الصمود و الوقوف إلى جانب بلده وجيشه الذي قضى على الإرهاب المحلي والخارجي، الأمر الذي يضع الغرب أمام مسؤولياته لمراجعة مواقفه العدائية من سورية.

وفي هذا الصدد، يقول كبير المحللين في معهد نيولاينز نيكولاس هيراس: “بشار الأسد شخصية فريدة ومركبة… في كل مرة إلتقيته، كان هادئاً وغير متوتر. حتى في أشد لحظات الحرب الحرجة والقاسية، وهذه تماماً صفات والده حافظ الأسد. هو على وشك أن يكون الرئيس المقبل لسورية”.