الرئيس الأسد والسيدة عقيلته يدليان بصوتيهما في دوما: الشعب السوري واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة
أدلى السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد بصوتيهما في مركز الاقتراع بمجلس بلدية دوما في ريف دمشق.
وقال الرئيس الأسد في تصريح له بعد الإدلاء بصوته: يسعدني أن أزور وعقيلتي اليوم مدينة دوما، وأن نلتقي بأبنائها وأهلها الكرام، ونشارك معهم هذا الاستحقاق الوطني الكبير، وبما أنها الزيارة الأولى لنا بعد التحرير فلا بد من أن نبدأ بتهنئة أهالي هذه المدينة على التحرير من الإرهاب، وعلى العودة إلى حضن الوطن، وعلى المساهمة مع أشقائهم في باقي المناطق التي تمّ تحريرها ومع أبناء الوطن بشكل عام في إعادة الحياة إلى طبيعتها ولو تدريجياً، وفي المشاركة بالاستحقاقات الوطنية، سواء الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب أو الانتخابات الرئاسية اليوم.
التفاعل الشعبي الكبير والعفوي يعبّر عن حالة وطنية حقيقية ليست مزيفة
وأضاف الرئيس الأسد: هذه المدينة لها عدة أسماء تسمّى عاصمة الغوطة، تسمّى عروس الغوطة، حاول الإرهابيون خلال فترة احتلالهم لها أن يشوّهوا صورتها وأن يدنسوا سمعتها وأن يربطوها ويصموها ويسموها بالإرهاب.. بسفك الدماء.. بالعمالة.. بالخيانة.. بالارتزاق الرخيص، لكن في الواقع في ذلك الوقت كان معظم أهالي دوما الموجودين داخل المدينة وخارج المدينة، وهذا هو حال باقي المناطق سواء الغوطة أو غيرها من المناطق التي كانت تحت احتلال الإرهابيين، كانوا يتواصلون بشكل مستمر مع مؤسسات الدولة بطريقة أو بأخرى يلحون ويحثون الدولة على القدوم، الجيش العربي السوري على التحرير، القانون على العودة والتطبيق والاستقرار أي سيادة القانون. وتابع: البعض من أبناء هذه المدينة دفع حياته ثمناً لمجرد هذا التواصل أو لمجرد إظهار هذه الرغبة، هناك أبناء من دوما ومن الغوطة قاتلوا مع الجيش العربي السوري على تخوم هذه المدينة وعلى تخوم هذه البساتين والحقول، وأيضاً قدّم شهداء، البعض منهم انضم للجيش بشكل نظامي والبعض قاتل كقوات رديفة، ولا أدل على هذه الحقائق من التفاعل الشعبي الكبير الذي رأيناه في هذه المدينة وفي هذه المنطقة وقراها وبساتينها ومزارعها خلال فترة الانتخابات، كان التفاعل عفوياً، وكان التفاعل واضحاً تماماً، يعبّر عن حالة وطنية حقيقية ليست مزيفة.
وقال الرئيس الأسد: فإذاً الزيارة اليوم لهذا المكان والانتخاب في مدينة دوما فيه عدة جوانب.. سورية ليست كما كانوا يحاولون أن يسوّقوا، منطقة ضد منطقة ومدينة ضد مدينة وطائفة ضد طائفة أو حرب أهلية أو نزاع بين سوريين، الحقيقة لا، نحن اليوم نثبت من مدينة دوما بأن الشعب السوري هو شعب واحد في خندق واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة. وأضاف: النقطة الثانية، هذه المناسبة الوطنية هي أيضاً مناسبة لكي نتذكّر جميعاً بأن هذا التحرير وهذا الاستحقاق اليوم الذي نمارسه في هذه المدينة وفي مناطق أخرى محرّرة لم يكن ليتم لولا آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض وعن الشعب في دوما، وعشرات الآلاف في مناطق أخرى من سورية.
المواطن السوري حر وقرار بيده وليس بيد أي جهة أخرى
وأوضح الرئيس الأسد أن الجانب الآخر، هذا الاستحقاق ورد الفعل الشعبي الذي نراه هو تأكيد على أن المواطن السوري حر، قرار المواطن السوري بيده، بيد الشعب ليس بيد أي جهة أخرى، وبالتالي كل ما نسمعه من تصريحات مؤخراً من دول غربية، معظمها ذات تاريخ استعماري، بدأت من قبل الحملة واستمرت حتى الأيام القليلة الماضية وربما الساعات القليلة الماضية التي تعلّق على هذه الانتخابات وتعطي تقييماً لها وتحدّد شرعيتها وعدم شرعيتها، طبعاً نحن كدولة لا نهتم أبداً بمثل هذه التصريحات، ولكن الأهم مما تقوله الدولة أو تصمت عنه هو ما يقوله الشعب. وأضاف: أنا أعتقد بأن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح على كل هؤلاء، وهو يقول لهم: قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار.
وأضاف الرئيس الأسد: أريد أن أستغل هذه الزيارة لكي أوجّه عبركم كأبناء مدينة دوما الرسالة لكل من ترك مدينته وقريته للعودة إليها.. يجب أن ننصحهم وننصحهم الآن بألا يستمعوا لكل من غرّر بهم أو دفع لهم الأموال.. يجب أن يعرفوا بأنهم استغلوا من قبل أولئك المشغلين الذين تقف خلفهم دول إقليمية أو دولية من أجل أن يكونوا ضد أبناء بلدهم.. يجب أن نقول لهم وأقول لهم الآن: لا يوجد شرف يعادل شرف أن يكون الإنسان في وطنه بين أهله.. على أرضه في مدينته في قريته يساهم مع أبنائها في عملية البناء، ولا يوجد ذل يعادل في ذله أن يكون الإنسان خارج وطنه منقطعاً عن بلده وعن أهله، وغير قادر على أن يقدّم شيئاً ويساهم في بنائه وفي حياته.
الشعب السوري صاحب الفضل الوحيد في كل إنجاز
وأضاف في ختام تصريحه: أتوجّه بالتحية لكل أبناء دوما ولكل أبناء الغوطة ولكل أبناء المناطق المحررة، وبكل تأكيد مع بعضنا البعض سوية سوف نعمل وسوف نبني مدننا وقرانا وبلداتنا، وسوف نعيد لحقولنا رونقها وعطرها، والتحية كل التحية لكل الشعب العربي السوري في كل مكان داخل الوطن وخارج الوطن في سورية وفي المغترب، لأنه هو صاحب الفضل الوحيد في كل إنجاز وفي أي إنجاز مهما كان صغيراً ومهما كان كبيراً، لأنه هو من ضحّى وهو من صمد وهو من حصد.
وشكراً لكم.