انتخاب الرئيس الأسد وتعزيز رأس المال الاجتماعي في المجتمع
د. عدنان أحمد مسلّم
يشكل موضوع الانتخابات الرئاسية جانباً من جوانب المشاركة السياسية التي تجسد سلوكاً فردياً خاضعاً لعملية التنشئة الاجتماعية التي تمارسها مؤسسات المجتمع كافة، انطلاقا من الأسرة والمنظومات التربوية وصولاً إلى المؤسسات الدينية والإعلامية والأحزاب السياسية، والتي لا يمكن أن تتوقف عند مرحلة معينة من مراحل حياة الفرد بمكتسبات سوسيولوجية سياسية تتحول إلى سلوك وعقل جمعي سياسي أساسه عقد اجتماعي دستوري محدد لأهداف هذه المشاركة السياسية وناظم لآليات ممارستها. وهنا نتساءل: ما هو العامل الضابط لمحددات المشاركة السياسية الفردية في المجتمع السوري في ظل الاستحقاق الدستوري لانتخاب الشخص الذي سيمثل مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية، بما يحمله هذا المقام من قدسية في التمثيل ومسؤولية في الاختيار؟
لا شك في أن أي استحقاق انتخابي يعتمد فيه المرشحون في حملاتهم الانتخابية على رصيد اجتماعي يعد العامل الحاسم في نتائح أي عملية انتخاب، برلمانية كانت أم رئاسية، وفي ظل هذه الحرب الإرهابية الشرسة التي مارستها القوى المعادية لنهج وفكر المقاومة، الذي يعد سمة من سمات المجتمع السوري متجسدا في مبادئ وأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة، ولذلك فهي حرب ضد رصيد تراكمي قيمي يمارس شبكياً ومؤسساتياً على مستوى السوسيولوجيا السورية.
وهنا نعرج قليلاً في السوسيولوجيا السياسية على نظرية رأس المال الاجتماعي لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو التي أخضع فيها المجتمعات إلى منظومتين فاعلتين في أي مجتمع من مجتمعات العالم (المنظومة القيمية ومنظومة الشبكات والمؤسسات)، وكلما كانت هاتان المنظومتان ذاتا طابع إيجابي اتسم المجتمع بعقل وسلوك جمعي إيجابي، والعكس صحيح. ومن خلال تجسيد تلك النظرية على
واقع الحال في الاستحقاق الرئاسي في سورية، يمكن القول إن العلاقة بين عملية الاقتراع وانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد لفترة رئاسية ثانية استنادا إلى العقد الاجتماعي الدستوري السوري (2012)، ورأس المال الاجتماعي هي علاقة ” ترابطية تفاعلية” لأن انتخاب الرئيس الأسد يعني وفقاً لذلك:
1 – تعزيز منظومة القيم الإيجابية في المجتمع السوري التي استهدفتها الحرب الإرهابية الممارسة ضد سورية وحولتها إلى منظومة سلبية تفتقد لأسس البناء الاجتماعي السليم في المجتمع (الثقة – الانتماء – المحبة – ثقافة النحن – التضامن – التشاركية – الوطنية – الوفاء – والأمل والعمل).
2 – على صيعيد منظومة الشبكات والمؤسسات هو تعزيز للوحدة الوطنية، وقوة تنظيم المجتمع بأحزابه السياسية المختلفة المرخص لها بموجب قانون الأحزاب، وتنظيماته النقابية والمهنية، وتنظيمات المجتمع المدني على اختلاف أنواعها الاجتماعية، والسياسية، والدينية.. إلخ.
وأعتقد أن ما تم يوم 20 /5 /20201، في بلدان الاغتراب (موعد انتخابات المواطنين السوريين خارج القطر (من مشاركة حقيقية لانتخاب الرئيس الأسد يعد أكبر برهان لمقولتنا (انتخاب الأسد وتعزيز رأس المال الاجتماعي)، وهذا ما سيتأكد أيضاً يوم 26 /5 /2021، يوم (الأمل والعمل).