علاج جيني مبتكر يُعيد الإبصار لرجل فرنسي
بفضل علاج وراثي جديد ونظارة طبية خاصة، بدأ مريض فرنسي فقد حاسة الإبصار منذ 40 عاماً في استعادة بصره جزئياً في عينه، إذ عمل العلاج عن طريق تعديل الخلايا وراثياً في إحدى عيون المريض بحيث تستجيب لنبضات الضوء التي يتم توصيلها عبر النظارة الطبية المزودة بكاميرات ترجمت على النظارة منظراً للعالم الحقيقي إلى نبضات كهرمانية ضوئية، يمكن للمريض من خلالها التعرف على الأشياء المتوافرة أمامه وعدها وتحديد مكانها. ولكن تظهر الرؤية المستعادة باللونين الأبيض والأسود وينقصها القدرة على تمييز بعض التفاصيل من بينها، على سبيل المثال، قراءة كتاب أو التعرف على وجه شخص آخر، فالمريض الفرنسي، البالغ من العمر 58 عاماً، فقد بصره بسبب التهاب الشبكية الصباغي RP، وهو مرض يتسبب في توقف الخلايا الحساسة للضوء في العين عن العمل تدريجياً. كان العلاج الوحيد المعتمد هو نوع من العلاج باستبدال الجينات المعروف أنها تعمل فقط في شكل مبكر من المرض.
وقال طبيب العيون خوسيه آلان سهل من جامعة السوربون في باريس، الذي أجرى الدراسة بالتعاون مع عدد من زملائه، لم يستطع المريض “في البداية رؤية أي شيء مع النظام ومن الواضح أن الأمر كان محبطاً للغاية. ولكن بعدئذ وبشكل عفوي، بدا متحمساً للغاية، حيث بدأ يرى خطوطاً بيضاء عبر الشارع”.
وأوضح فريق الباحثين أن هذا الإنجاز جاء بعد شهرين ونصف الشهر من التدريب باستخدام النظارات الخاصة، والتي تتميز بجهاز عرض ضوئي داخلي، مع ملاحظة أن البحث الأساسي كان قيد الإعداد لمدة ثلاثة عشر عاماً.
وقال الباحث المشارك في الدراسة من معهد طب العيون الجزيئي والسريري في بازل، دكتور بوتوند روسكا، إن النهج المتبع من خلال الدراسة ينطوي على مخاطر أقل بكثير من جراحة الدماغ، وأن هناك طريقة أخرى يتم استكشافها لعكس العمى، وعلى عكس العلاج باستبدال الجينات، يمكن استخدامها مع الأشخاص الذين فقدوا بصرهم بالفعل.