هل تبالغ منظمة الصحة بعدد وفيات كورونا؟

تقرير إخباري

حسب منظمة الصحة العالمية إن ما يقدّر بنحو 6 – 8 ملايين شخص ماتوا على الأرجح بسبب كورونا، بينما يقول الخبراء إن العدد الرسمي للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بالكاد تجاوز 3.4 ملايين على مستوى العالم، لكن ما زال هذا الرقم غير دقيق وأقل من الواقع بكثير.

حالياً يعمل العلماء لمحاولة العثور على الأرقام الحقيقية للوفيات، وفي حال معرفتها سيكون الأمر حاسماً في تقييم التأثير التاريخي لـ كوفيد-19 إضافة إلى الدروس التي يجب تعلّمها حول هذا القاتل العالمي.

وحسب دراسة أُجريت في وقت سابق من هذا الشهر لمعهد المقاييس الصحية والتقييم (IHME)  فإن ما مجموعه 6.9 ملايين شخص ماتوا بسبب الفيروس منذ آذار 2020، أي أكثر من ضعف العدد الرسمي، وأن الولايات المتحدة شهدت 912000 حالة وفاة إضافة للعدد الرسمي البالغ نحو 578000 حالة وفاة، كما أن الرقم في الهند -736000 حالة وفاة- أعلى بثلاث مرات تقريباً من العدد الرسمي.

ووفقاً للدراسة شهدت المكسيك 621 ألف حالة وفاة بسبب كوفيد-19، والبرازيل 616 ألفاً، وروسيا 600 ألف.

وقال كريس موراي  مدير معهد IHME: “يعود نقص التقارير في بعض البلدان إلى مستويات منخفضة من اختبار الفيروس، كما هي الحال في المكسيك أو الهند، وفي حالات أخرى قد تكون هناك بعض السياسات الرسمية مقيدة للغاية في تعريف وفاة كوفيد-19 وهذه التصحيحات الضخمة للأرقام الرسمية ضرورية لفهم أين يكون التأثير الأكبر للوباء بالنسبة للمستقبل، ومن المهمّ جداً بالنسبة لنا أن نفهم أي البلدان كان لديها أكبر عدد من الوفيات، وما إذا كانت استجابات السياسات من قبل الحكومات قد خفّفت من آثار الوباء أم لا”.

لقد تمّ اتهام العديد من الدول بعدم الإبلاغ عن وفيات COVID-19 عن عمد وآخرها الهند، حيث لا يزال الوباء مستشرياً، وحسب سينغ المتحدث الوطني باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم من المحتمل أن تكون الخدمات الصحية المحلية قد فقدت بعض حالات كوفيد-19 لكنه أصرّ على أنه لا يوجد عدد أقل في الهند، وفي حين أن نتائج معهد IHME مذهلة إلا أنه لم يتمّ قبولها عالمياً من قبل الخبراء.

قال ستيفن وولف المدير الفخري والمستشار الأول في مركز المجتمع والصحة في جامعة فرجينيا كومنولث للطب: “يعتمد النموذج على سلسلة من الافتراضات التي قد تكون معقولة عالمياً، ولكنها لا تنطبق دائماً على الدول الفردية، ففي الولايات المتحدة هناك 900000 حالة وفاة زائدة، وقد أظهرت الأبحاث أن نحو 70% من جميع الوفيات الزائدة في الولايات المتحدة منذ عام 2020 يمكن أن تُعزى إلى COVID-19.

يتفق الجميع بشكل أو بآخر على أن عدد الوفيات العالمي بسبب COVID-19 أقل من الواقع، وقدّرت إحدى الدراسات التي نُشرت مؤخراً في المجلة الطبية BMJ أن نحو مليون حالة وفاة زائدة حدثت في عام 2020 في 29 دولة غنية، أي أعلى بنسبة 31% من حصيلة COVID-19 الرسمية.

عائدة أسعد