دراساتصحيفة البعث

تايوان خنجر أمريكا في خاصرة الصين

تقرير إخباري

تتجه العلاقات الأمريكية الصينية نحو مزيد من التأزيم على خلفية الموقف من تايوان، وكأن الأخيرة خلقت لتكون خنجراً في خاصرة الصين. حتى الآن تعارض الصين بشدّة أي شكل من العلاقات الرسمية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان، وتبادل الوفود الرسمية، مشيرةً على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية  تشاو لي جيان إلى أنّ الصين تقدّمت باحتجاج رسمي للولايات المتحدة على ذلك، لأن الوفود التي يرسلها الرئيس الأمريكي جو بايدن تزيد من حالة التوتر والقلق الصيني، فموقف الصين في هذا الشأن ثابت وواضح.

في الحقيقة تمثل تايوان، على الرغم من صغر مساحتها 35883 كم2 و23500000 نسمة، بالمقارنة مع العملاق الصيني، رهاناً كبيراً بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ليس فقط من منطلق أهميتها السياسية في المواجهة الدائرة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة، ولكن أيضاً بالنظر إلى قيمتها وقوتها الاقتصادية والتكنولوجية المتنامية.

إن المكانة المهمّة التي تحتلها تايوان في مجال التكنولوجيا العالية يجعل العلاقات ما بين الصين وتايوان من ناحية، والعلاقات ما بين الصين والولايات المتحدة من ناحية أخرى، تؤثر بشكل كبير على توازن السوق العالمي، ومن ثم فإن تزايد التوتر بين بكين وواشنطن، سواء بشأن السيادة على تايوان أو في سياق الحرب التجارية والاقتصادية الدائرة بين القوتين العظميين، سيكون له تأثير كبير على استقرار السوق العالمية، ولاسيما أن الرئيس بايدن كان قد صرّح في وقت سابق أنَّ المنافسة مع جمهورية الصين الشعبية ستكون شرسة وخطيرة.

كل تلك المعطيات تؤكد وجود الكثير من الأسئلة حول الدور الذي ستلعبه تايوان في المستقبل في معادلة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لأنه إذا ما أصرت تايوان على تجسيد خيار استقلالها النهائي والكامل عن الصين، ولجأت إلى المواجهة والتصعيد مع الصين، فإنها ستخلق وضعاً جيوسياسياً من شأنه المساعدة على ترسيخ هيمنة الولايات المتحدة على العالم.

ريا خوري