ثقافةصحيفة البعث

ممدوح الكفري: “فرسان الأزمان” فانتازيا مطلقة وليس هدفي الدراما

على مدى ثلاثة أيام متتالية في دار الأوبرا وبتقنيات مذهلة تعتمد على الإبهار البصري، قدم المخرج والمؤلف وقائد فرقة (Syria kids) ممدوح الكفري ضمن مساره التعليمي الفني لقواعد اللغة الإنكليزية عرض “فرسان الأزمان”، ويقوم على الصراع بين الخير والشر وصولاً إلى السلام المنشود، وقد أخذ الكفري دور الراوي بالربط بين الأحداث والتحليل مع الكثير من المؤثرات والرموز والدلالات والإيماءات التي توحي بإسقاطات واقعية.

تدور فكرة العرض حول جزيرة في عرض البحر مليئة بالخيرات يعيش فيها جميع عناصر السؤال وجميع الأفعال المساعدة في اللغة الإنكليزية، يسيطر عليها الديناصور –تريكس- ومعه أربعة ديناصورات صغيرة يتحكمون بأهل الجزيرة الطيبين، إلا أنهم يتصفون ببعض السلوكيات السيئة مثل الأنانية والاتكالية، وفي جانب آخر هناك مجموعة من القراصنة الأشرار الذين يعملون من أجل الخراب ويعرفون مكان الكنز المدفون حسب خرائطهم، فيقنعون الديناصورات بأنهم حراس لهم، وفي الخفاء يبحثون عن الكنز، بالمصادفة يمر الفرسان، يمثلون أزمنة اللغة الإنكليزية (الماضي، الحاضر، المستقبل) هم فرسان الخير والسلام فيقررون إنقاذ أهل الجزيرة وإعطاء الأشرار فرصة أخيرة للعيش بسلام، وفي النهاية ينصاع الجميع للفرسان ويبقى الكنز بأرض الجزيرة ويمثل الخير والحب والسلام.

وعلى هامش العرض كان لـ”البعث” هذا الحوار مع ممدوح الكفري:

*لماذا اخترت الديناصور محوراً أساسياً للعرض برمزية واضحة إلى الشر مع مشاركة الطيور الجارحة؟

الأطفال عامة وخاصة الذكور يحبون الديناصورات، وخاصة ديناصور تريكس الضخم وهو أشرس الديناصورات، فأردت أن أقرب لهم صورته التي يرونها في الأفلام والصور، واخترته ليمثل الشر والخطر والسيطرة على الجزيرة التي تعود إلى العصر الجوراسي، ويمثل أهل الجزيرة أفعال اللغة الإنكليزية الأفعال المساعدة إضافة إلى عناصر السؤال، ولا يستطيعون حماية أنفسهم من شر الديناصور، فيحاولون أن يتحاشوه وينفذوا كل مطالبه، أما الطيور الجارحة فهم يرافقون الديناصور ويحرسونه لزيادة الإبهار البصري حوله.

*ما هي رسالة العرض اللغوية إلى جانب الرسائل الإنسانية والتأثير الفني؟

من واجبنا كأشخاص مؤثرين في المجتمع أن نجسّد حالة إيجابية حتى يقتبس الأطفال منّا، فنحاول أن نهزم الشر ونبيّن أن نهايته الهلاك، وأن الشر لا يدوم والخير سينتصر في النهاية بكل تفاصيله بالمحبة والسلام والتمسك بالوطن، فكل العروض التي قدمتها تعزز عنصر الخير في حياتنا، وكررتُ من خلال دوري كراوٍ بعض الجمل التي تدلّ على المحبة، “إذا لم نشعر بالمحبة لا نستطيع الاستمرار والعيش”، وذكرت في كل لقاءاتي بأن هدفي الأساسي هو اللغة الإنكليزية وليس المسرح والدراما، فأنا أستخدم أية وسيلة لإيصال اللغة الإنكليزية إلى الأطفال، وخاصة قواعد اللغة الإنكليزية فهو مساري الذي لا أحيد عنه، وكل التفاصيل تتصل بتوصيل قواعدها بشكل ممتع وجميل كوني أعشق التعليم، وهذا يحتاج إلى إيجاد أرضية وعدة معطيات والتمرد على الأساليب التقليدية التي لم تعد تجدي نفعاً، لا بد من وجود خيال ومتعة وإبهار بصري بالإضاءة، وإبهار سمعي بالمقطوعات الموسيقية والمؤثرات الصوتية، وإبهار حسّي بأسلوب الكلمات التي تُلفظ بنوعيتها ووقعها حتى أوصلها بشكل صحيح. تبيّن المسرحية الرابط القوي بين الأفعال المساعدة والأزمنة وعلاقة الجميع بعناصر السؤال وماهية أزمان الماضي والحاضر والمستقبل والرابط بين جميعها وهو زمن الحاضر التام، إضافة إلى الجانب التربوي وتوعية الأطفال من عواقب الأنانية، والفرسان هم الأزمان، الزمن الماضي والحاضر والمستقبل، وهي أصعب قواعد اللغة الإنكليزية بالتدريس، فبعض الخريجين في الأدب الإنكليزي لا يعرفون معناها أو كيفية استخدامها، فعملت على إيضاح اثني عشر زمناً، وهي مصادر القوة باللغة الإنكليزية، قدمتها على شكل فرسان تحب الخير للآخرين وتساعد الضعيف، وقائد الفرسان الزمن الحاضر التام كان مستعداً للتضحية بحياته إزاء مساعدة إخوته، أربعة أزمنة للماضي وأربعة للحاضر وأربعة للمستقبل تحيط بكل ما يدور، إضافة إلى الجانب التربوي، فالطفل إذا تقمص شخصية الفارس من حيث الجرأة والصلابة وحب الخير ونبذ العنف نكون ساهمنا ببناء جيل إيجابي.

*حفل العرض بكثير من الرموز مثل الحربة والترس والهنود الحمر فهل استوحيت أجواءَه من الأسطورة؟

يعدّ النص نوعاً من الفانتازيا المطلقة، ففيه جمع عصور بعيدة جداً عن بعضها، فالعصر الجوراسي بعيد زمنياً عن عصر القراصنة، ثم دخلنا بعصر الفرسان، فتعاملت مع ثلاثة عصور مختلفة لا تمت لبعضها بصلة، جمعتها بزمن واحد تمكن الجمهور من استيعاب أحداثه، وأتوقف عند الفرسان بردائهم الأحمر والثياب المعدنية والحربة والترس والدروع، فهذا الشكل غير مقتبس من أي فيلم أو رواية أو مسرحية، المادة من تأليفي وإخراجي وإنتاجي، وأنا جسدت العصور بهياكلها والزي الخاص بها، بالتعاون مع فريق الغرافيك وتدقيقهم بشكل الفرسان في أثينا وإضافة كل الملامح الخاصة بهم.

*يقوم العمل على الصراع بتجسيد النزاع بين الخير والشر، فهل حققت ما ترمي إليه؟.

نعم لكن دون عنف، فأنا أبتعد عن مشاهد المعارك وحاولتُ في عملية الاشتباك بين الديناصور والفرسان من خلال الإضاءة والغرافيك والأصوات والمؤثرات والإيحاء بأجواء المعركة، لكن دون احتدام واستخدام للرمح والسيف وإنما بشكل إيماءات حتى عملية انهزام الديناصور تمّت بشكل هادئ.

*ما هو العمل القادم؟.

اسمه “تيجان الأسماء” يتفرد بشرح معنى اسم باللغة الإنكليزية بأسلوب درامي فانتازي، لكن بطرح جديد ومختلف عن عرض فرسان الأزمنة، وسأبدأ مباشرة بالتحضيرات.

ملده شويكاني