سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية
تقرير اخباري
أطلق العديد من الباحثين الاستراتيجيين والصحافيين والكتَّاب والمحلّلين السياسيين اسم (التيار اليساري) داخل الحزب الديمقراطي الذي يترأسه الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أجرى تغييراً على الموقف السياسي الأمريكي تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وإذا كنّا قد أجرينا مقارنة مع من سبقه من معظم الرؤساء الآخرين، وعلى وجه الخصوص الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قدَّم كل التأييد للكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، نجد أن بايدن أكَّد على ضرورة وأهمية حل الدولتين، وحق الشعب العربي الفلسطيني بإقامة دولته وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، وأنَّ الولايات المتحدة ستدعم هذا المشروع اقتصادياً وأمنياً. وهنا يبرز الدور القوي (للتيار اليساري) داخل الحزب الذي يضغط بدوره على بايدن لعدم التعامل بيسرٍ وسهولة مع الكيان الصهيوني في المستقبل، وإعادة النظر في التعامل مع القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني. فقد كتب السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز في صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً سلّط من خلاله الضوء على الظروف الصعبة والمأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الحصار والاحتلال، وعملية التطهير العرقي لسكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس.
وأيضاً أكَّدت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب في كلمتها أمام الكونغرس الأمريكي حق الشعب الفلسطيني في حلّ قضيته في ضوء القانون الدولي، وطالبت بايدن بوقف دفع المليارات سنوياً للكيان الصهيوني الذي يرتكب الجرائم البشعة ضد الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ، وقصف الأبراج السكنية والمدارس بأسلحة أمريكية فتاكة، كما أكّدت مع غيرها أنَّ أربع حروب جرت خلال 13 عاماً كانت تنتهي بتهدئة لتعاود من جديد.
لقد سبق للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن أن حدَّد موعداً لإقامة الدولة الفلسطينية، كذلك تكرَّر الأمر ذاته مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون، لكن الرؤساء الأمريكيين السابقين ذهبوا دون أن يحققوا وعودهم.
وعليه فإنَّ العقبات التي تواجه بايدن في تنفيذ وعوده، هي وجود اللوبي اليهودي (إيباك) في الولايات المتحدة، وقوة نفوذه داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إضافةً إلى أنّ الرئيس الأمريكي ينفذ أجندة الكارتيلات الصناعية الضخمة ومجمعات الصناعات العسكرية التي حذَّرت فيما سبق الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور في خطبته الواعية للأمريكيين عام 1961 الذي تطوَّر بشكلٍ خطير بعد الحرب العالمية الثانية. والجميع يعلم أنَّ هذا المجمَّع له مصالحه الرأسمالية الداعية لمزيد من الحروب الطاحنة في العديد من دول العالم، وبيع هذه الدول السلاح.
ريا خوري