ثلاث ملاحظات حول الحملة الانتخابية الرئاسية
د. مهدي دخل الله
كنت مع الرفيق الأمين العام المساعد ، وبعض الرفاق أعضاء القيادة ، في جولة على التنظيمات الحزبية والفعاليات الشعبية في الحسكة والقامشلي ، وعدد من المدن والنواحي في محافظة حلب . وقد لاحظت مدى الحماسة في التعبير عن المشاعر الوطنية في المدن والأرياف السورية ، وهي حماسة تمثل مقياساً عملياً لمعرفة مستوى المشاعر الوطنية لدى الناس. وفي هذا المجال ، أبدي ثلاث ملاحظات لا أفرضها على أحد:
1– لا عقلانية شعار نسمعه دائماً:
هو شعار يقول إننا ننتخب الأسد لرئاسة الجمهورية كي نرد الوفاء بالوفاء والعطاء بالعطاء . كأننا نعطيه جائزة ، أو نخصه بما يريحه ويسعده . الأمر ، في حقيقته ، مخالف لهذه الصورة تماماً : نحن عندما ننتخب المرشح الدكتور بشار الأسد إنما نحمّله أمانة كبيرة ، ونضع على عاتقه ثقلاً أكبر . نحن لا نعطيه جائزة ، وإنما نعهد إليه واجباً وطنياً يتطلب القيام به جهوداً لا يقدر عليها إلا الرجال العظماء . في صندوق الاقتراع ، كلمة ” نعم ” تعني: تفضل ، سيادة الرئيس ، واحمل هذا الهم الكبير .. هذا العمل الذي يحتاج إلى قدر عظيم من الحكمة والشجاعة والدراية والثقة وإنكار الذات.. هي ليست جائزة أو هدية ، إنها مهمة وطنية صعبة وقاسية ، خاصة في سورية ، وخاصة في هذا الظرف بالذات ، حيث يُصنع التاريخ ..
2- الضد يظهر حسنه الضد:
هناك تأفف واسع من الحملة الإعلامية والسياسية التي ينظمها أعداء سورية .
أتساءل: لماذا التأفف ؟
تصوروا أن لا تكون هناك حملات معادية . هذا يعني أنهم لا يهتمون بنا ، وأننا لا نشكل خطراً عليهم .
هل تجدون أي اهتمام عالمي بالانتخابات ، أو الأحداث السياسية ، في دول كثيرة في المنطقة ؟
من يهتم بهم ، ما داموا لا يشكلون خطراً على قوى الاستعمار الجديد والهيمنة ؟
الحملات الإعلامية التي تستهدفنا تؤكد – عن غير قصد – أننا مهمون ، وأنهم يحسبون لنا ألف حساب . إنه المعيار الذي يؤكد أهميتنا في هذا العالم ، فالضد يظهر حسنه الضد .
3- لا قيمة للمشاعر دون تحقيق غايتها :
إن المشاعر الوطنية والحماسة لا تكفي ، فهي مجرد مقدمة للتوجه نحو صندوق الاقتراع والإدلاء بالصوت . هذا هو الهدف ، وهو العمل الضروري الذي لا غنى عنه . المشاعر والمقدمات ضرورية بشرط أن يتوجها العمل (الاقتراع) ، وإلا ذهبت أدراج الرياح . الاقتراع شرط لا بد منه كي يكون للمشاعر والحماسة معنى .. ومغزى .