حلم من أمل وحب
“البعث الأسبوعية” ــ سلوى عباس
على مدى أسبوع، عاش أبناء سورية في كل أنحاء العالم شغف حلم جسدوه احتفاء بالاستحقاق الرئاسي الذي يرسم ملامح وجودهم، لينشدوا للحياة نشيداً مختلفاً عن الحياة التي حاول الظلاميون فرضها عليهم، فكانوا أنموذجاً للانتماء لوطن حملوه في وجدانهم، وظل بوصلتهم الحقيقية رغم المسافات.. احتشد أبناء سورية أمام السفارات وأقاموا أعراسهم واحتفالاتهم يرفعون علم الوطن ويترنمون بكلمات النشيد العربي السوري، ليقدموا للعالم أجمع برهانهم على أن السوريين كشجر السنديان والسرو العالي يضجون بالحياة، ويرسمون حبهم لوطنهم أقواس قزح على أرجوحة المجد، وليثبتوا للعالم أجمع أنه مهما جنت الريح لا تستطيع اقتلاعهم، فربطوا نبض قلوبهم على نبض وطنهم، وجاؤوا يغمسون أصابعهم بدم وريدهم لينتخبوا وطناً، فتمتزج الدموع بالحزن والفرح في مشهد يفرح القلب، ويسمو به ليليق بنبل أحاسيسهم، فتقف الكلمات على حافة الورق يجتاحها العجز عن التعبير.
واليوم، وفي لحظات ابتهاجنا بنصر وطننا واختيار ربان سفينتنا، يقف الشهيد على تخوم الحلم يرنو إلى أبناء وطنه يرسمون مستقبل أيامهم باستحقاق سيزهر بدمائه ودماء رفاقه الذين ارتقوا ليعيش هذا الوطن. وأمام رحابة هذه اللحظة المفصلية التي نعيشها الآن، ننتصر بخيارنا لشهدائنا وجرحانا وأبطالنا الذين يحرسون أحلامنا وآمالنا، فالشهداء اليوم هم أنشودة الخلود التي ينشدها أبناء سورية وهم يكتبون تاريخهم الجديد بصوتهم الذي حدد خيارهم بأنهم وحدهم من يقررون مصيرهم، ويختارون قائدهم الحافظ لعهود أودعوه إياها أمانة حملها في وجدانه بكل صدق وأمانة، وهاهم اليوم وقد جددوا له العهد بأن يسيروا معه يداً بيد ليتابعوا مسيرة بناء سورية التي منحتهم تاريخها الممتد على آلاف السنين من الحضارات.
اليوم، حيث إجماع الشعب على قائده الرمز بشار الأسد يجسد حلماً من حب، وأملا في أبهى حالاته، حمله بكل ثقة، واضطلع بمهامه، فكان العين الساهرة على مستقبل الشعب وأمنه، يتابع التفاصيل بدقة وحزم. واليوم، وفي إعادة رسم الحلم، وتحدياً للإرهاب الكوني، نستحضر حالات تجلت فيها روحه إنساناً من أمل، شكلت لوحة مزخرفة بالمحبة، إنساناً قريباً من الجميع، يشاركهم حياتهم وهواجسهم، وقد جمع بين مهمته كرئيس وإنسان، ليعيش مع أبناء شعبه إنسانيتهم التي هي جزء من إنسانيته، فكان اختياره أن يمارس واجبه الانتخابي في مدينة دوما التي عانى أبناؤها الكثير من جرائم الإرهاب، تأكيداً لهم على أنهم أهله الذين يسكنون وجدانه، كما كل أبناء سورية، فاستقبلوه بقلوبهم وأرواحهم التواقة إلى الحب والأمان، وعبروا له عن ولائهم ومحبتهم، وأنه الأمين على حياتهم ومستقبل أيامهم.
أيضاً، كان الأب الحنون لأطفال استشهد آباؤهم فداء لعزة الوطن، يحنو عليهم ويطمئن على مستقبلهم، فكيف لنا أن ننسى تلك الطفلة التي شاء القدر أن تُحرم من دفء قلب والدها وعطفه، فأدركت بحسها الطفولي العفوي أنه الوحيد الذي يمكن أن يعوّضها عنه، وفعلاً كان احتضانه لها يعبر عن أبوة حقيقية، فامتلك بشخصه حنو الأب وعظمة القائد. ولا ينتهي الأمر هنا، فقد كانت إشراقته على أبناء الشهداء في ذكرى استشهاد آبائهم كما الغيث يهطل على أرض عطشى، نراهم في كل مناسبة يلتقيهم فيها يتدافعون إليه يعبّرون له عن حبهم وسعادتهم بوجوده بينهم كأب يبلسم جراحهم، ويسقي نسغ أرواحهم.
كثيرة هي المواقف التي يمكن أن نذكرها للرئيس بشار الأسد الذي لم تمنعه الحرب القذرة التي تتعرض لها سوريتنا الغالية عن متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالوطن وأبنائه، حتى المغتربين منهم. وماذا نذكر أيضا من مآثره وسجاياه وهو الشخص القريب من الروح. فيا رمز سورية العظيم.. ها هم السوريون في ساحات القرى والبلدات والمدن هبوا جميعاً يبادلونك الحب بحب، ويعربون عن امتنانهم لك، فلتهنأ بشعب أجمع على اعتلائك سدة المجد، وتوجك قائداً تاريخياً وحارساً لأحلامه وتطلعاته.