لغز تجلط الدم في لقاح كوفيد
ترجمة: هناء شروف
وفقاً للبيانات يؤثر تجلّط الدم الناجم عن لقاح كوفيد على واحد تقريباً من بين كل مئة ألف شخص، فيما يمكن أن يكون مصدر ارتياح كبير للملايين. وقد قامت أكثر من اثنتي عشرة دولة بتقييد أو تعليق استخدام لقاح أكسفورد أسترازينيكا، وجونسون آند جونسون.
يزعم العلماء في ألمانيا أنهم اكتشفوا سبب الجلطات الدموية النادرة المرتبطة باللقاحين، فقد بدأ البحث بقيادة رولف مارشاليك الأستاذ في جامعة جوته في فرانكفورت في الحالة النادرة في آذار الماضي، وأظهر أن المشكلة تكمن في نواقل الفيروسات الغدّية التي يستخدمها كلا اللقاحين لإيصال البروتين الخاص بالفيروس إلى الجسم.
بعد اكتشاف السبب الكامن وراء جلطات الدم التي عانى منها الناس بعد تلقيحهم، أصبح العلماء واثقين من أنه من خلال التعديلات الصحيحة يمكن إصلاح الآثار الجانبية التي ثبت أنها قاتلة في بعض الحالات، لكن ما مدى خطورة هذا؟.
تمّ الإبلاغ عن تجلط دم نادر بعد تلقيح أسترازينيكا من دول مختلفة، بما في ذلك الهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. ووفقاً للبيانات أبلغت المملكة المتحدة عن 309 حالة إصابة، و56 حالة وفاة من بين 33 مليون شخص تلقوا حقنة اللقاح، بينما أصيب 142 شخصاً في أوروبا بجلطات دموية من بين 16 مليون متلقٍ. قد يكون عدد الحالات منخفضاً، لكنه يقلّل الثقة لدى الناس للحصول على اللقاح ويزيد التردّد تجاه التطعيم.
مؤخراً، أضاف العلماء أن آلية توصيل البروتين الخاص بالفيروس إلى الجسم تعني أن اللقاحات ترسل البروتين الفيروسي إلى نواة الخلية بدلاً من سائل العصارة الخلوية الموجود داخل الخلية، وبمجرد الدخول إلى نواة الخلية تنقسم أجزاء معيّنة من البروتين أو تنفصل مكوّنة بذلك نسخاً متحولة غير قادرة على الارتباط بغشاء الخلية حيث يحدث التحصين المهمّ. وبدلاً من ذلك، تقوم الخلايا بفرز بروتينات تؤدي إلى حدوث جلطات دموية في شخص واحد من بين كل مئة ألف شخص تقريباً وفقاً لمارشليك.
وعلى النقيض من ذلك، فإن اللقاحات القائمة على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال “ام آر إن ايه”، مثل لقاحي بيونتيك- فايزر وموديرنا، تنقل المادة الوراثية للفيروس إلى سائل الخلية ولا تدخل النواة أبداً. لكن مارشاليك يعتقد بوجود “مخرج” مباشر إذا كان مطورو اللقاح يستطيعون تعديل تسلسل بروتين الفيروس لمنعه من الانقسام، لكن بعض العلماء أشاروا إلى أن فرضية مارشليك هي واحدة من بين العديد من النظريات، وأن هناك حاجة لمزيد من الأدلة لإثبات ادّعاءاته.
وقال يوهانس أولدنبورغ أستاذ طب نقل الدم في جامعة بون إن هذه فرضية لا تزال تحتاج إلى إثبات من خلال البيانات التجريبية.