جورج فلويد.. الظل العميق للعنصرية
تقرير إخباري
مر عام على القتل الوحشي لجورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية، ومضى عام من الاحتجاجات التي لا تعد ولا تحصى والمحادثات التي لا تنتهي حول مناهضة العنصرية واحتوائها، وقد حبس الملايين أنفاسهم أثناء مشاهدة محاكمة قاتل فلويد ولكن على الرغم أن الشرطة الأمريكية قتلت العديد من السود في الماضي إلا أن وفاة فلويد أدت إلى رد فعل شعبي حاد بشكل خاص.
إن الصورة الأليمة لجورج فلويد ممدداً على الأرض وعنقه تحت ركبة ضابط شرطة لمدة 9 دقائق و 29 ثانية تشكل فعلاً جوهرياً من الإذلال وسلوكاً يهدف إلى إخضاع الآخرين وإنكار كرامتهم الإنسانية، ولا عجب أن إجبار وضع وجه فلويد على الإسفلت قد ولّد لدى الكثير من الناس شعوراً مؤلماً بالإذلال، التي هي عاطفة قوية وربما أكثر المشاعر الإنسانية حدة، بحسب الدراسات الطبية.
وبرأي أخصائيين في علم النفس يجسد مقتل فلويد في مينيابوليس قبل عام الديناميكية الثلاثية للإذلال: الجاني يهين الضحية أمام الجمهور حيث ركع ديريك شوفين على فلويد وقتله في حضور الكاميرات والشهود المدنيين وأظهر الجاني الذي يرتدي الزي الرسمي مكانته الاجتماعية المتفوقة وازدراءه لضحيته.
وحسب بول بتلر أستاذ القانون والمدعي العام السابق مضى عام على الحادثة ولا تزال تبدو إهانة فلويد القاسية والمرئية والمتعمدة التي يتردد صداها في جميع أنحاء العالم كجزء من سلسلة طويلة من مناورات الشرطة وأبرزها الخنق وهي مصممة لإذلال الأمريكيين من أصل أفريقي كمجموعة.
إن الهدف من اتخاذ إجراءات ضد المعتدين هو لحماية الضحايا من العواقب الوخيمة للإذلال بما في ذلك الاكتئاب والعجز والجروح العقلية الأخرى والاحتجاج، لأن الانفعال القوي الناتج عن الإذلال سيدفع الناس إلى الاحتجاج والهجوم أحياناً على أولئك الذين يحاولون منعهم وكل ذلك في محاولة لاستعادة كرامتهم.
لقد خلق الظل الطويل لركبة الضابط ديريك شوفين على رقبة فلويد ظلاماً عميقاً، لذلك تقتضي الذكرى السنوية الأولى لمقتله التفكير في الشعور بالإذلال وآثاره، وعليه يتوجب على المجتمع الأمريكي أن يسعى إلى إصلاحات هيكلية تزرع الكرامة الحقيقية للجميع.
عائدة أسعد