بيسكوف: عودة السفيرين بعد القمة الروسية الأمريكية غير مؤكدة
لا يزال الجانب الروسي يتعامل مع موضوع القمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن على أنها فقط محطة لتبريد الأجواء الساخنة بين الطرفين، ولا يعوّل كثيراً على تحقيق اختراقات معينة في أيّ جانب، وهذا بالضبط ما أشار إليه المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف الذي لم يستبعد أن يستأنف السفيران الروسي والأمريكي عملهما في عاصمتي البلدين بعد قمة جنيف كما لم يؤكد ذلك.
وجاء تصريح بيسكوف خلال حديثه مع صحيفة “إزفستيا”، حيث أكد أن عودة السفيرين “قد تكون، كما أنها ربما لا تكون”.
وتم استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إلى موسكو للتشاور منتصف مارس الماضي بعد تصريحات بايدن المنتقدة للرئيس الروسي.
وبعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد روسيا في 15 نيسان، تم استدعاء السفير الأمريكي لدى موسكو جون سوليفان إلى الكرملين واقترح يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي على السفير أن يسافر إلى واشنطن للتشاور.
وفي سياق متصل، أكد مجلس الأمن القومي الروسي أن سياسة بعض دول الغرب الرامية إلى تقويض وحدة روسيا وزعزعة استقرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية فيها أحد أخطر التهديدات الجديدة التي يجب مواجهتها بحزم.
ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدث باسم أمانة المجلس يفغيني أنوشين قوله بمناسبة الذكرى الـ29 لإنشاء هذه المؤسسة: “إن مجلس الأمن الروسي يولي أهمية أساسية لوضع إجراءات حكومية تهدف إلى القضاء على التحديات والتهديدات الجديدة للأمن القومي”.
وأوضح أن هذه التهديدات تتعلق “بالتطرف والإرهاب الدوليين والجريمة المنظمة، وكذلك سياسة بعض دول الغرب الرامية إلى تقويض وحدة روسيا ووحدة أراضيها وزعزعة استقرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلاد بما في ذلك استخدام أسلوب الثورات الملونة”.
وأكد أنوشين أن مجلس الأمن القومي الروسي يركز على قضايا الاستعداد للدفاع المسلح لروسيا، إضافة إلى العمل على ضمان الأمن الاقتصادي.
من جهتها، لفتت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن الرغبة في علاقات احترام متبادل مع روسيا على أساس القانون ستسمح للدول بتجنب إدراجها في القائمة غير الصديقة في المستقبل.
وفي مقابلة تلفزيونية قالت زاخاروفا: “الشيء الرئيس في أطروحتنا الرئيسة: نحن مع تطوير علاقات بحقوق متساوية”.
وأوضحت في ردّ بالخصوص أنه “ربما ينتظر منا شيء ما جديد وحديث، ولكن يبدو لي أن هناك تقاليد يجب الحفاظ عليها: علاقات متساوية ومحترمة بشكل متبادل تستند إلى القانون. لاحقاً يمكن أن يجري التعديل بشكل فردي: يمكن أن يكون علاقة شراكة، تحالف.. قد تكون هناك فترات تهدئة، وتحدث حالات مختلفة، بل هناك مشكلات، لكن الأساس يجب أن يكون هو الذي ذكرته. وحين ذاك لن يتم إدراجها في أي قوائم للدول غير الصديقة”.
وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تدرج بشكل عشوائي أي دولة على قائمة الدول غير الصديقة، وسيسبق القرار تحليل عميق، وقد تتم مراجعة القائمة بمرور الوقت.
وحسب الوزير، لن تكون هذه ورقة “ميتة”، والقائمة “ستراجع بالطبع” مع تطور العلاقات مع الدولة المعنية.
وفي شأن آخر، أعلنت زاخاروفا اليوم أن موسكو ترفض الاتهامات بوجود تمييز في روسيا ضد وكلاء وسائل الإعلام الأجنبية.
جاء ذلك خلال إفطار عمل لوكلاء وسائل الإعلام في روسيا، نظّم في إطار فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، حيث أوضحت زاخاروفا أن القانون المقابل ظهر كردّ على الإجراءات الأمريكية ضد وسائل الإعلام الروسية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: “لم يترك لنا شركاؤنا الغربيون أي خيار آخر”، مضيفة في هذا الصدد: إن وجهة نظر عامة وحدها كفيلة لمعرفة أن القانون الروسي أكثر ليبرالية من نظرائه الأجانب.
وعلقت زاخاروفا بهذا الشأن قائلة: “سنبذل قصارى جهدنا لدحض هذه المعلومات حين يقولون إن وسائل الإعلام الأجنبية في بلادنا لا تتمتع بالحقوق نفسها التي تتمتع بها وسائل الإعلام الأخرى، هذا ليس صحيحاً، نواصل العمل مع الجميع”.
يُشار إلى أن منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي يعقد في عام 2021 في الفترة من 2 إلى 5 حزيران في شكل مباشر.
وتم تحديد وضع الوكيل الأجنبي لوسائل الإعلام التي تتلقى مساعدة مالية من دول أو منظمات أجنبية في روسيا في عام 2017.
وجاءت التعديلات التي أدخلت على وضع وكلاء وسائل الإعلام الأجنبية، ردّاً قسرياً على المضايقات التي تُمارس على وسائل الإعلام الروسية في الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص اعتبار شركاء آر تي أميركا وشركاء سبوتنيك بمنزلة عملاء أجانب.