مُعلِّم يعير “حذاءه” ويقف حافياً
في تقرير نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية قالت: إن طالباً بالمرحلة الثانوية اضطر إلى استعارة حذاء مُعلِّمه لحضور حفل تخرجه، في إحدى قاعات المدرسة، وذلك بسبب مخالفة قواعد حضور الاحتفال، فحين وصل دافيريوس بيترز إلى حفل تخرجه بالمدرسة الثانوية جرى منعه من دخول قاعة المؤتمرات حيث يُعقد الحفل. إذ كان بيترز (19 عاماً)، يرتدي القبعة والعباءة الأرجوانية الإلزامية، لكن ممثلة المدرسة التي كانت تقف عند الباب، أخبرته بأنه اختار الحذاء الخطأ.
وأوضح بيترز، طالب التخرج بمدرسة هانفيل الثانوية في لوس أنجلوس هذا الموضوع فقال: “قالت إن حذائي ينتهك قواعد اللباس، وإنني لا أستطيع حضور الحفل قبل تغييره”. ووفقاً لقواعد اللباس في حفل التخرج بالمدرسة، كان على الطلاب الذكور انتعال حذاء رسمي داكن اللون، مع تأكيد “عدم ارتداء أحذية رياضية”، لكن بيترز ظهر في ذلك اليوم منتعلاً حذاءً رياضياً جلدياً باللون الأسود، مع نعل أبيض. ورغم أنه لم يكن حذاءً رسمياً تقليدياً، فقد استدرك بيترز: “لكنني اعتقدت أن بإمكاني ارتداء الحذاء، لأنه أسود اللون”، مضيفاً أنه التزم ببقية الإرشادات التي نصت على ارتداء الطلاب قميصاً رسمياً أبيض مع ربطة عنق وسروالٍ رسمي داكن اللون، وحين جرى منعي من الدخول، “شعرت بالصدمة، والإهانة، كنت فقط أريد اعتلاء خشبة المسرح لتسلُّم شهادتي”.
في تلك اللحظة بدأ بيتزر يشعر بالهلع متخيلاً ما سيفكر فيه والداه في حال منعه من دخول حفل تخرجه. وأردف: “لم يكن لدي حتى الوقت للذهاب إلى متجر قريب”، ركض مسرعاً خارج قاعة المؤتمرات حتى لاحظ فجأةً وجهاً مألوفاً جون باتلر (38 عاماً)، مدرس مساعد في المدرسة، وحضر إلى الحفل باعتباره أحد أولياء الأمور، لأن ابنته كانت تتخرج أيضاً، لذا وبلا تردد، انحنى باتلر وفعل ما شعر بأنه يتوجب عليه فعله وخلع الحذاء الذي ينتعله وأعطاه للطالب وقال: “لم يكن أمامي خيارٌ آخر. هذه أهم لحظةٍ في حياته حتى الآن، ولم أكن سأسمح بأن تفوته مهما كان السبب”.
في حين انتعل بيترز حذاء باتلر الرسمي بسرعة، ثم اندفع إلى الداخل لحضور الحفل قبل لحظات من إغلاق الأبواب، بينما اتجه باتلر إلى حذائه مرتدياً جواربه فقط، وتجاهل بكل فخرٍ نظرات الأشخاص المتعجبين من قدميه الحافيتين: “كنت سعيداً لمجرد رؤيته يتسلم شهادته”.
في حين قال بيترز: “كان الحذاء كبيراً للغاية، وكنت أمشي بصعوبة، كأنني أتزحلق”. وأعرب عن امتنانه قائلاً: “لم يُفاجئني تصرُّف الأستاذ باتلر، لأنها طبيعته. ففي المدرسة، إذا كنت تمر بيومٍ سيئ، فسوف يأتي لاصطحابك خارج الصف والتمشية قليلاً حول المدرسة للحديث معك”. رغم أن كل شيء سار على ما يرام في النهاية، ورغم نجاح بيترز في تسلُّم شهادته؛ فإن باتلر قال إن الواقعة قد سلطت الضوء على حاجة المدرسة الشديدة إلى تعديل قواعد اللباس خاصتها.