أعمى يستعيد بصره
تمكن باحثون من عدد من الجامعات الدولية (السوربون في باريس، وبيتسبورغ بالولايات المتحدة) من منح رجل رؤية ضبابية للأشياء بعد أن كان مصاباً بالعمى جزئياً، عبر استخدام تقنية جديدة تسمى علم البصريات الوراثي، وأعلن فريق من العلماء أنهم أعادوا الرؤية للرجل البالغ من العمر 58 عاماً عن طريق بناء بروتينات تلتقط الضوء في إحدى عينيه.
وقال مؤلفو البحث إن الإجراء يتم عندما يدخل الضوء إلى العين، حيث يتم التقاطه بواسطة ما يسمى بالخلايا المستقبلة للضوء. وتقوم المستقبلات الضوئية بعد ذلك بإرسال إشارة كهربائية إلى خلايا مجاورة، تسمى الخلايا العقدية، والتي يمكنها تحديد السمات المهمة مثل الحركة. ثم ترسل هذه الخلايا إشارات خاصة إلى العصب البصري، الذي يوصل المعلومات إلى الدماغ، وفق التقرير.
وقام الباحثون باستخدام العلاج الجيني لتحويل الخلايا العقدية إلى خلايا مستقبلات ضوئية جديدة رغم أنها لا تلتقط الضوء بشكل طبيعي. كذلك استفاد العلماء من البروتينات المشتقة من الطحالب والميكروبات الأخرى التي يمكن أن تجعل أي خلية عصبية حساسة للضوء. واختاروا بروتيناً بصرياً جينياً حساساً فقط للضوء الكهرماني، وهو أسهل للعين من الألوان الأخرى، واستخدموا الفيروسات لتوصيل بروتينات الكهرمان إلى الخلايا العقدية في شبكية العين. بعد ذلك، اخترع الباحثون جهازاً خاصاً لتحويل المعلومات المرئية من العالم الخارجي إلى ضوء كهرماني يمكن أن تتعرف عليه الخلايا العقدية. كما صنعوا نظارات واقية تفحص مجال الرؤية آلاف المرات في الثانية وتسجل أي وحدات “بكسل” يتغير فيها الضوء، ثم ترسل النظارات نبضة من الضوء الكهرماني من هذا “البكسل” إلى العين. ورأى الباحثون أن هذه الإستراتيجية قد تكون قادرة على إنشاء صور في الدماغ، إذ تتحرك أعيننا بشكل طبيعي في حركات صغيرة عدة مرات في الثانية. مع كل قفزة، قد تغير العديد من وحدات “البكسل” مستويات الضوء. تم تدريب أحد المتطوعين لمدة سبعة أشهر حيث كان يرتدي النظارات الواقية في المنزل وأثناء المشي، وذات يوم أدرك أنه يستطيع رؤية خطوط ممر المشاة.