دراساتصحيفة البعث

مذبحة مدفوعة الثمن!

تقرير إخباري

بعد عدوان استمر 11 يوماً على غزة وأسفر عن استشهاد ما لا يقلّ عن 256 فلسطينياً، من بينهم 67 طفلاً، قام الكيان الإسرائيلي بمدّ اليد إلى أكبر حليف له “الولايات المتحدة” للحصول على مليار دولار إضافي كمساعدات عسكرية “طارئة”، إضافة إلى 3.8 مليارات دولار تقدمها واشنطن له كل عام.

وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قد أكد أن “إسرائيل” ستحصل على مليار دولار كمساعدة لتجديد بطاريات القبة الحديدية، أحد أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية التي تموّلها الولايات المتحدة، ووعد الرئيس بايدن بأنه سوف يجدّد القبة الحديدية بعد أن وافقت “إسرائيل” على وقف إطلاق النار في غزة، رغم أن الولايات المتحدة رفضت طوال المذبحة التي استمرت 11 يوماً، إدانة القتل الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين ومنحت الإسرائيليين غطاءً سياسياً من خلال منع تصريحات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى وقف إطلاق النار.

وفي محاولة مثيرة للشفقة للتظاهر بأن إدارة بايدن مهتمّة بالمعاناة التي تسبّبها “إسرائيل”، زعم وزير الخارجية أنطوني بلينكين أن “إسرائيل” اتخذت خطوات مهمة لتجنّب استهداف المدنيين في غزة، وهذا يتجاهل الاستهداف المتعمّد لمنازل المدنيين، وعمليات القصف الممنهج التي أدّت إلى تدمير البنية التحتية الحيوية في غزة.

وكالعادة، حرص المسؤولون الأمريكيون، خلال المذبحة، على القول مراراً وتكراراً إنهم يدعمون “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكن هذا يتجاهل أن الوضع الراهن -الحصار الإسرائيلي لغزة والاحتلال العسكري للضفة الغربية والقدس- هو جريمة حرب ضد الفلسطينيين، وبموجب القانون الدولي يحق للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ضد المحتل.

في عام 2013، حين كان نائباً للرئيس، أوضح بايدن كيف ينظر إلى “إسرائيل” بشكل إيجابي. حيث قال: “إذا لم تكن هناك إسرائيل، فسيتعيّن علينا اختراع واحدة للتأكد من الحفاظ على مصالحنا”. مضيفاً: “إن دعم أمريكا لأمن إسرائيل لا يتزعزع”.

إن مبلغ المليار دولار الإضافي للكيان الصهيوني من دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين سيكون “استثماراً جيداً للشعب الأمريكي”، وفقاً للسيناتور ليندسي غراهام. لكن هذا الدعم الأمريكي لن يضرّ إلا بالشعب الأمريكي، وسيخلق أعداء لن يكون لهم علاقة مع واشنطن لولا تمويل الولايات المتحدة لتهجير الفلسطينيين واحتلالهم وذبحهم. بمعنى آخر مع استمرار المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة الأمريكية، لا يستبعد أحد أن تكون المسألة  مسألة وقت لتبدأ حملة قصف إسرائيلية أخرى!.

عناية ناصر