دراساتصحيفة البعث

تكثيف الاستعدادات للحرب

تقرير إخباري

شاركت سفن حربية هندية ويابانية وأسترالية لأول مرة في مناورة بحرية فرنسية أطلق عليها اسم “لا بيروز” في خليج البنغال في الفترة من 5 إلى 7 نيسان الماضي. وقد جرت هذه التدريبات الاستفزازية بعد قمة وتمارين بحرية نظمها التحالف المناهض للصين في “الرباعي الآسيوي” المكون من الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، وبعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي للهند.

تسلط التدريبات الضوء على توترات الحرب المتزايدة مع بدء إدارة بايدن تفويضها ودعوة الاتحاد الأوروبي إلى “التعاون” مع واشنطن ضد السياسات الصينية التي تصفها بأنها “توسعية” في آسيا. في العام الماضي، نفذت دول “الرباعي” مناورات “مالابار” البحرية في خليج البنغال، حيث تزامنت هذه المناورات مع الدعاية الحربية المتزايدة التي تتهم الصين بزعم التسبب في جائحة كورونا.

ترتبط هذه السياسة العدوانية بأزمة عميقة للنظام الرأسمالي المرتبطة بظهور آسيا كمركز للاقتصاد العالمي، والتي ستمثل قريباً 62 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتشتري 35 في المائة من صادرات الاتحاد الأوروبي.

كما تتماشى  التدريبات مع وثيقة إستراتيجية جديدة أعلنها مؤخراً قائد القوات المسلحة الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، حيث تشير هذه الوثيقة إلى تحول الإمبريالية الفرنسية نحو التحضير لحروب واسعة النطاق.

وعلى الرغم من أن قوى الاتحاد الأوروبي لا تنحاز بالكامل إلى واشنطن ضد بكين، إلا أنها تُظهر عداءً متزايداً تجاهها. وحتى أثناء وصف السياسة الأمريكية “بالتعبير عن التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين”، يشير تقرير البرلمان الأوروبي إلى أن الاتحاد الأوروبي، من ناحية أخرى، يعتبر الصين شريكاً اقتصادياً ومنافساً، ولكن أيضاً كشريك تفاوضي وتعاون بشأن القضايا الرئيسية بما في ذلك تغير المناخ.

في الآونة الأخيرة، كثفت فرنسا من نشاطها العسكري حيث أصبحت قلقة بشكل متزايد بشأن النفوذ الاقتصادي الصيني المتنامي في الخارج، خاصةً بعد أن أقامت الصين أول قاعدة عسكرية أجنبية لها في جيبوتي، في القرن الأفريقي، في عام 2017 واستثمرت في تطوير وإدارة أو الاستحواذ على الموانئ ذات الموقع الاستراتيجي في البلدان المحيطة بالهند ، ولا سيما باكستان وسريلانكا وميانمار.

هيفاء علي