التين الشوكي غذاء ووقود حيوي
باستطاعته النمو في البيئات الجافة ولا يحتاج إلى كثير من المياه، ويمكن استخدامه غذاء للإنسان وعلفاً للحيوان ومصدراً للوقود ومخزناً للكربون، هذه الخاصيات الفريدة وغيرها قد تجعل نبات التين الشوكي على رأس قائمة المحاصيل الزراعية لمجابهة التغيرات المناخية في المستقبل بحسب دراسة جديدة.
وتتوقع الدراسة المنشورة مؤخراً في دورية “جي سي بي بايو إينرجي” (GCB Bioenergy) لباحثين من جامعة نيفادا رينو أن هذا النبات قد يكون قادراً على توفير الوقود والغذاء في الأماكن التي لم تكن أو لن تكون قادرة على توفير هذه الحاجيات الأساسية بشكل مستدام بفعل التغيرات المناخية. وبحسب خبراء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، فإن التين الشوكي له القدرة على توفير غذاء للإنسان والحيوان، إضافة إلى كونه مصدراً للماء. فإضافة إلى ثماره المعروفة بطعمها اللذيذ وفوائدها الجمة، فإن أوراقه يمكن أن تكون علفاً ذا قيمة غذائية عالية بالنسبة للحيوانات. وإضافة لدوره الغذائي، يخزن التين الشوكي كمية مهمة من الماء في فروعه (الألواح)، وتؤكد الدراسات أن هكتاراً واحداً من هذه النبتة يمكنه احتواء ما يقرب من 180 طناً من الماء.
وتتنبأ نماذج تغير المناخ العالمي بأن أحداث الجفاف الطويلة الأجل ستزداد مدتها وشدتها، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه المتاحة، وفي ظل هذه الظروف المناخية، من غير الممكن مواصلة الاعتماد على مصادر الغذاء الأساسية المعروفة كالأرز والحبوب والذرة، والتي تتطلب كميات كبيرة من المياه ولا تتحمل الحرارة العالية.
وفي الدراسة الجديدة التي امتدت 5 سنوات، أثبت باحثون من جامعة “نيفادا نيرو” إمكانية استخدام ثمار التين الشوكي مادة أولية قابلة لإنتاج الوقود الحيوي ومقاومة التغيرات المناخية، فضلا عن توفير الغذاء للإنسان والحيوان. وبحسب الباحثين، فإن ثمار الصبار تعتبر محصولاً دائماً للطاقة الحيوية ومتعدد الاستخدامات، فعندما لا يتم حصاده للوقود الحيوي أو للغذاء، فإنه يعمل مخزنا للكربون، ويزيل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ويخزنه بطريقة مستدامة. ويأمل الباحثون في استخدام جينات التين الشوكي لتحسين كفاءة استخدام المياه للمحاصيل الأخرى ومقاومتها للجفاف، عبر إكسابها أحد الأساليب التي تحتفظ بها هذه النبتة بالماء، وهي إغلاق مسامها أثناء حرارة النهار لمنع التبخر وفتحها ليلاً للتنفس.