دراساتصحيفة البعث

بايدن يوسع قائمة الشركات الصينية “السوداء”

تقرير إخباري

وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً على أمر تنفيذي بتوسيع القائمة السوداء للشركات الصينية، بدعوى التهديد الذي يمثله المجمّع الصناعي الصيني، وتضمّ القائمة 59 شركة مثل هواوي، وشركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية، وشركة الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث يحظر الأمر التنفيذي على الأمريكيين الاستثمار فيها، وسيدخل حيّز التنفيذ في الثاني من آب القادم.

وقبل هذه العقوبات، أجرى كبار المسؤولين التجاريين والاقتصاديين في الصين والولايات المتحدة مكالمتين هاتفيتين واستأنفوا الاتصالات العادية، ولكن لم يستوعب المجتمع الدولي هذه الإجراءات ضد الصين، وهو ما يفسّر مدى تعقيد العلاقات الصينية الأمريكية وموقف واشنطن المصاب بجنون العظمة تجاه قمع تنمية الصين.

على ما يبدو أن من يتولّى منصبه في البيت الأبيض كتب عليه أن تكون إستراتيجية الولايات المتحدة تجاه الصين هي نفسها ولكن في قالب جديد، حتى القائمة السوداء الجديدة هي نفسها التي تمّت صياغتها خلال فترة حكم دونالد ترامب وذلك بعد أن خسر السباق الرئاسي، ما يعني أنها عمل تعسفي ومؤقت وله أغراض سياسية قوية.

وبعد صدور هذه القائمة فقد تسبّبت بحدوث فوضى في الولايات المتحدة، حيث أعلنت بورصة نيويورك شطب ثلاث شركات اتصالات صينية، ثم غيّرت قرارها ثم قررت شطبها مرة أخرى. كان يتوقّع أن تلغي إدارة بايدن القائمة السوداء، وبدلاً من ذلك زادت إدارته عدد الشركات والكيانات الصينية المدرجة في القائمة من 48 إلى 59. أما الجديد في القائمة فهو أن الأمر التنفيذي الجديد لا يحظر المستثمرين الأمريكيين فقط من الانخراط في شراء الأوراق المالية من تلك الشركات، ولكن أيضاً من الاستثمار في الصناديق التي تحتوي على الصينيين والأوراق المالية، وتحميل وزارة الخزانة المسؤولية عن تنفيذ الأمر بدلاً من سلطات الدفاع.

لكن الحقيقة هي أن العديد من الشركات المدرجة في القائمة ليس لها صلات بالمجمّع الصناعي العسكري، وبالتالي هي ليست سوى وسيلة للتحايل من واشنطن التي نظرت إلى الأنشطة الاقتصادية العادية بين الدول والشركات من منظور غير اقتصادي، ما يعني أنها ترى القضايا الاقتصادية من خلال عدسة أمنية وسياسية وأيديولوجية، في إساءة لاستخدام سلطة الدولة لتعطيل قواعد السوق ونظامه، وتستخدم بشكل هستيري كل الوسائل الممكنة لقمع الشركات الصينية لإسقاط هذه الشركات التي تتمتّع بقوة علمية وتكنولوجية شاملة قوية.

لكن من المؤكد أن واشنطن لن تستطيع تحقيق هدفها، فقد فشلت حملة القمع الأمريكية في إحباط التطور التكنولوجي الصيني، وبدلاً من ذلك أصبحت التكنولوجيا الصينية أقوى لأن هذا التطور التكنولوجي يعتمد على البحث والتطوير المستقل منذ البداية.

عائدة أسعد