“أيام عشناها وهي الآن للتاريخ” للدكتورة نجاح العطار
صدر عن وزارة الثقافة –الهيئة العامة السورية للكتاب – الجزء الأول من كتاب “أيام عشناها وهي الآن للتاريخ” للدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.
وقد أهدت الدكتورة العطار هذا الكتاب “إجلالاً للراحل الكبير حافظ الأسد القائد الذي صنع التاريخ”، وإلى السيد “الرئيس بشار الأسد، الباسل في مواقفه، والصامد في تضحياته والفريد والمتفرد في قيادته”.
وجاء في مقدمة الكتاب: “نثارٌ من مقالات كتبتها منذ النصف الثاني من السبعينيات والنصف الأول من الثمانينات واختلط بياضها بالسواد، وقد وجدت أنه من المفيد أن أعيد نشرها لما حملته من نذر الحاضر، ومن ملامح مؤامرة كانوا يخططون لها، ويسخرون من الذين يتحدثون عنها باسم مؤامرة ويتهمونهم بالجهل والتفكير البعيد عن المنطق.
واليوم ندرك حقيقة مؤامرتهم هذه، وما حملته من أخطار لم نكن نتصور أن بعضها قابل للحدوث، بل كنا نؤمن أن لدى أقطارنا مناعة تحميها من السقوط، ولم يكن في الظن أبداً أن يتفكك التضامن العربي، ليحل محله تطبيع مع إسرائيل يستعلن، وتحالف ولو سراً مع دول أرادت للوطن العربي أن تنتهك مقوماته وحرماته وأن يستحيل إلى بلدان تعيش في ربقة العدوان أمريكياً وإسرائيلياً وأوربياً وأن تكون بعض أدواته الإرهاب الممول والمسلح والمأجور في سورية، والخضوع الذليل في العديد من الأقطار العربية لأمريكا وإسرائيل، ولكل من شاء أن يشاركهما مخططاتهما للاعتداء على عروبتنا، والتنكيل بكل مفاهيمها وقيمها، حين كنا نؤمن قبل خيانة السادات، أن وحدة أمتنا هي التي تضمن لها الانتصار على كل أشكال العدوان، وأنه لا سبيل للتطبيع مع إسرائيل مهما كانت الضغوط…
وجاء على غلاف الكتاب بقلم د. العطار: “أحببت أن أنشر بعضاً من هذه المقالات التي كتبت في الماضي، وفي بداية الأيام الصعبة، لا لأنها تشبه النبوءة، ولكن لأنها تمثل البدايات الأولى للأحداث التي تلت بأشكالها المختلفة، ولأنها تضيء على ما يجري في الحاضر، مما أعدوا له وهم يختالون كِبراً، وفي ظنهم أن أمتنا، بسبب ما أصابوها به، ستكون فريسة لهم، وتبقى إسرائيل رديفهم في احتلال “الشرق الأوسط الكبير” هي العميلة الدائمة لهم –التي تجسد أحلامهم- أمريكا وسواها من دول الغرب، متناسين أن التاريخ لن يكون ملكهم، وأن الشعوب لابد ستنتفض، انتصاراً لأوطانها وحقوقها، وبأن أمتنا التي كانت يوماً في جبهة الشمس ستعود إلى مواقعها، حاملة رسالتها السامية، وستؤول مؤامرتهم كلها إلى الهزيمة والزوال.. ولن يكون بمقدور أي دولة، مهما سميت بالعظمى أن تحقق أهدافها المريضة، هي التي تخلو من المشاعر الإنسانية وتحيا دون ضمير ولا يرف لها جفن، مهما اشتد إجرامها وهمجيتها، وماتت المشاعر النبيلة في نفوس حكامها ولم تعد تفكر إلا بحرمان الشعوب واستلاب حقوقها والاعتداء على مصائرها”.