سيناريوهات ما بعد سقوط نتنياهو
تقرير إخباري
مع سقوط محاولات بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة أو أخذ المشهد نحو الانتخابات الخامسة، بات المشهد اليوم شبه محسوم بوصول حياته السياسية نحو خط النهاية، مع إعلان رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت، ورئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد نجاح تحالفهما المشترك لتشكيل الحكومة.
إن عزل نتنياهو من منصبه بات مسألة وقت ليس أكثر – وهذا غير مختلف عليه – ولكن الجدال الداخلي على المستويات الإعلامية والأمنية والسياسية الإسرائيلية،يكمن وينصب في التحديات والمخاطر التي من المحتمل أن تعترض وتواجه الأمن الداخلي للكيان الإسرائيلي نتيجة رفض نتنياهو التخلي بسهولة عن منصبه بموجب الائتلاف المنافس له.
ووفق المعطيات والمؤشرات والتطورات السياسية في الكيان فإن هذه المخاطر تتمثّل في أربعة سيناريوهات، وصفتها “صحيفة هاأرتس” بأنها “سيئة للغاية وخطيرة كثيراً، ذلك لأن نتنياهو الذي يتربع على عرش الحكومة منذ ربيع عام 2009 لن يتورع عن الإقدام عليها أو اللجوء إليها، بهدف التمركز في سيطرته على الحكم والتهرّب من قرار المحكمة التي ستقوده إلى السجن بعد ثبات وتأكيد لوائح الاتهام الموجهة ضده ضمن القضايا الأربع والتي تضمنت تلقيه الرشاوى، وخيانة الأمانة، والنصب والاحتيال”.
أما السيناريوهات الأربعة في المرحلة والأيام القادمة فتتمثل في إقدام نتنياهو على مغامرة عدوانية تجاه لبنان، وهذه المغامرة سيترتب عليها تداعيات لا تحسب عقباها وتداعياتها، والتي وصفها مركز بن غوريون في حال حصولها بأنها ستكون مدمّرة للكيان ولن تنحصر فقط بجهة، بل ستكون بمشاركة محور المقاومة، بما في ذلك إيران وحتى اليمن التي طلبت مؤخراً من فصائل المقاومة الفلسطينية أثناء عملية “سيف القدس” تزويدها ببنك معلومات داخل الأراضي المحتلة لاستهدافها بصواريخ المقاومة اليمنية.
السيناريو الثاني، ووفق ما سرّبته القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية وسياسية رفيعة، يتمثل في أن نتنياهو المنزعج من الموقف المتقلب وغير الواضح للولايات المتحدة الأمريكية، قد يلجأ إلى عمل عسكري سريّ وخطير ضد المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية في إيران، بهدف نسف المفاوضات في فيينا من ناحية، وهو ما سيؤدي إلى جرّ الشرق الأوسط إلى حرب مدمرة لن يتفادها أحد.
هذا السيناريو محتمل ولكن مؤشراته أقل، وخاصة في ظل عدم قدرة قوات الاحتلال على حسم العدوان تجاه غزة خلال أسابيع، وتغيّر موازين القوى في المنطقة، وحسم واشنطن لقرارها بالعودة للاتفاق والمعلومات المسرّبة وفق تقرير نشره موقع “فري بياكون” الأميركي استناداً إلى رسائل بريد داخلية في وزارة الخارجية الأميركية تفيد بعدم دعم مسار التطبيع.
أما السيناريو الثالث، فإنه يتمثل في إمكانية تحريض نتنياهو حتى الوصول لمرحلة اندلاع حرب أهلية بين مؤيديه المنتمين لليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشدّدة من جهة، وبين معارضيه من ناحية أخرى، ويستند هذا السيناريو إلى قيام نتنياهو والمقربين منه خلال الأيام المقبلة بحملة وصفها موقع “والاه” بأنها وطيئة الشراسة، بهدف نزع الشرعية عن الحكومة الجديدة، التي تمّ الإعلان عن تشكيلها مساء الأربعاء الماضي، بحجة أنها لا تعبّر عن الديمقراطية واتهامها بالخيانة نتيجة ضمها لنواب عرب من المنشقين عن القائمة العربية مقابل حصولهم على امتيازات تنسف كل جهود الحكومات السابقة، وفق مزاعم نتنياهو.
وفي هذا السياق جمّدت مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام” حسابات يائير نتنياهو نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد نشره دعوة للتظاهر أمام منزل “نير أورباخ”، الشخصية الثانية في حزب “يمينا”، فضلاً عن إعلان جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، نهاية الأسبوع الماضي، أنه قرّر تأمين رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت مباشرة بعد توقيعه اتفاقية ائتلاف مع رئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد.
لذلك ليس من المستبعد أن يقوم مناصرو نتنياهو، بتحريض منه أو من المقربين منه في الليكود أو اليمين المتشدّد، باقتحام الكنيست في تكرار لما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية من اقتحام للكونغرس بتحريض من حليف نتنياهو السابق دونالد ترامب.
في حين يكمن السيناريو الرابع والأخير، في قيام الأجهزة الأمنية والعسكرية بعزل نتنياهو بالقوة أو تجريده من كل أدواته المؤثرة بقرار من الكنيست.
محمد نادر العمري