نـبـض ريـاضـي.. محبة زائدة للمنتخب
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
لم يتفاجأ الشارع الرياضي بالمردود العادي الذي قدمه منتخبنا الوطني لكرة القدم، في لقائيه أمام المالديف وغوام ضمن التصفيات الآسيو – مونديالية، بعد سلسلة المطبات التي عاشها المنتخب فنياً وإدارياً، والتي جعلت مجرد تحقيقه للنقاط الست وضمانه لصدارة المجموعة إنجازاً، بعد أن كان أمراً طبيعياً بالنظر لحصيلته في الفترة التي سبقت قدوم الجهاز الفني الحالي.
وإذا كان التقييم النهائي للمنتخب بعناصره ومدربه لن يكتمل إلا بعد لقاء الصين يوم الثلاثاء المقبل، فإن كل الأحاديث التي سبقت لقائي المالديف وغوام لم تساعد لاعبي المنتخب على تقديم الأفضل في ظل حملة التشكيك بأحقيتهم في ارتداء قميص المنتخب، فضلاً عن انتقاد المنتخب في كل صغيرة أو كبيرة دون هوادة.
صحيح أننا جميعاً نريد الأفضل للمنتخب ونرغب بمشاهدة أداء مميز منه مترافقاً مع نتائج إيجابية، إلا أن البعض بالغ في حرصه وحبه للمنتخب حتى دخل في متاهة عدم التفريق بين المنتخب كحالة جامعة، وبين القائمين عليه، من اتحاد لعبة أو مدرب أو لاعبين، لذلك يمكن القول بأن الأجواء العامة المحيطة بالمنتخب ليست إيجابية، ولا تساعد على الوصول إلى المبتغى والهدف.
المنتخب في اللقاءين سالفي الذكر حقق الأهم، وتابع سلسلة انتصاراته غير المسبوقة في التصفيات، لكن الملاحظات على الأداء بقيت متواجدة، دون إغفال عذر الكادر الفني الذي قد يكون مقنعاً في هذا الإطار، وهو غياب أبرز النجوم لأسباب مختلفة أبرزها الإصابة، فأقوى منتخبات العالم إذا غاب عنها الهداف الأول وأبرز المدافعين وأحسن لاعبي القارة سيتأثر بلاشك.
كل ما سبق لا يعني أن اتحاد اللعبة والمدرب التونسي نبيل معلول يعملان بالشكل الصحيح تماماً، فالملاحظات موجودة وبكثرة، لكن الوضع ليس بالسوء الذي يسعى البعض لترويجه، فمنتخبنا حجز مكانه بين كبار القارة، ونجح في المهمة الأولى بشكل كامل، في حين نجد أن منتخبات تتمتع بالاستقرار الفني والمالي وتخوض مبارياتها على أرضها مثل السعودية والكويت والإمارات لم تستطع أن تقطع تذكرة التأهل حتى الآن.
بلغة المنطق، وبعيداً عن العواطف، منتخبنا بحاجة لوقفة قبل خوض الدور النهائي من التصفيات في أيلول المقبل، وهذه الوقفة يجب أن تكون تقييمية لكل ما حصل في فترة السنة ونصف الماضية وتقويمية للسلبيات التي حصلت إذا كانت النوايا فعلاً تصب في خانة بلوغ المونديال الذي يبدو بعيد المنال في ضوء المعطيات الحالية.