مجلة البعث الأسبوعية

تِهامة يوسف: “للهندسة الزراعية الفضل في إتمام مشاريعي الصغيرة”

“البعث الأسبوعية” ــ لينا أحمد نبيعة

بنت شمس وبحر، متميزة وفريدة، قديرة، ملفتة للنظر، تسرقنا مما نحن عليه، فنانة بحليّها الجميلة، وشاعرة بلا موعد مع الشعر، تمتاز بسعة إطلاعها وثقافتها الواسعة، إنسانة قلباً وروحاً، عصامية متمردة على كل قيد نفسي وفكري، باحثة دائمة عن كل جديد يطور عملها بأقل إمكانيات الحياة وتفاصيلها الناعمة التي تسحر القلب، لتقدم كل ما في جعبتها من جمال “اكسسوارات” وتشكيلة واسعة من أنواع الصابون والكريمات الخاصة بالتجميل، ولا شريك لها سوى قلمها وريشتها وأدوات عملها البسيطة التي لها من شخصيتها نصيب.. إنها المهندسة الزراعية تِهامة يوسف “بكسر التاء لا بضمها”..

 

لماذا تِهامة بكسر التاء لا بضمها؟

يعز علي كسر التاء، ولكن هذا هو إسمي الذي ينادونني به لأعرف أنني المخاطب.. هو خيار أبي رحمه الله.

اسمي تهامة

بكسر التاء

ملكة جمال الكون

بما أتقن

والجدوى

فجمالي

لا يكلفني

سوى

جرّة مشط

وعناد وابتسامة

اسمي تهامة

 

ولكن ليس كل الناجحات بأعمالهن محظوظات!!

على العكس تماما.. كل الناجحات بأعمالهن محظوظات لأنهن مثابرات ومجدات، يتقن إدارة الوقت في الرخاء والأزمات، فأنا أشعر بأنني محظوظة جداً لأنني أحب تعلم كل شيء لاستخدمه في الوقت المناسب، والحظ بالنسبة لي مسألة نسبية.

 

وماذا عن مشاريعك الصغيرة؟

ما أقوم به من مشاريع صغيرة هو ناتج مخزون ذاكرة، وليس تعلماً أكاديمياً؛ فمنذ نعومة أظفاري كنت أحب الأعمال اليدوية، بل وكنت في كل مرة أتعجب من براعة الصانع.

تتابع تِهامة: الندم ليس صديقي.. كلنا نحمل في دواخلنا شخصيات متنوعة ومختلفة عن الآخرين، نحاول صبها في بوتقة واحدة وتوحيد مسارها كما نحب.. أنا لا أندم، ولم يعرف الندم إلي طريقا يوما ما، لأن ما فات فات، بل أقول “الخيرة فيما حصل والتجارب خلقت للتعلم والتقوية”، والمهم أن نتابع المسير بعد كل كبوة بعزيمة أكبر.. الندم قاتل صامت.

 

كيف تتنبئين بالمستقبل وبماذا يخدمك تنبؤك؟

– نعم أنا اقرأ المستقبل بتحليل معطيات الواقع، فالآتي يعرف بالآن، ومع كل توقع تظهر مفاجآت لم يًحسب لها حساب، فأنا أرى الفرص في الأمور التي يرى من خلالها الآخرون العقبات، والمهم أن التنبؤ يخفف الصدمات.

 

وماذا تحدثينا عن وعيك المبكر للحياة؟

قد يكون الوعي المبكر نعمة وقد يكون نقمة. بالنسبة لي، قادني وعيي المبكر لأتحسس أي خطر قبل وقوعه، فأتهيأ للتخفيف من الصدمات والارتدادات.. الوعي والتنبه ضروريان جداً كيلا نغوص في رمال الاستسلام لليأس والقنوط.

 

وماذا علمتك التجارب؟

نتعثر أحياناً وتتسارع خطواتنا أحايين، لكن المهم أن تتعلم الأنثى من إخفاقاتها ونجاحاتها، وكذلك من تجارب الآخرين.. تراكم المعرفة بفعل التجربة يضعنا على المسار المرجو والصحيح.

 

 الحلي والصابون والكريمات..

اكتشفت مؤخرا أن لدي شغف بالصناعات اليدوية، بكافة أنواعها ودراستي كمهندسة زراعية ساعدني كثيرا في صناعة الصابون والكريمات، وهي تضم صناعات ريفية وكيمياء، وصناعات غذائية، وأعشاب عطرية وطبية، و أحتاج عمرا إضافيا لأتابع بها، إضافة لشغفي الكبير بصناعة الحلي من الخشب والحجر والرسم عليهم بدقة تحتاج وقت وجهد لا يستهان بهما..

 

وهل من محطة للشعر لديك؟

لا أدري إن كان يقال عما أكتب في بعض الأحيان شعراً، لكنني أظنه تدفق تعابير، لحظة فيضان أحاسيس.. درجة حساسيتي عالية تجعلني أتفاعل بشدة مع أي حدث، فإن كانت كلمة شاعرة من شعور فأنا كذلك، وإن كانت من شعر فأشك بذلك.

 

(نرجسيات.. حزينة)

أنا

التي التهمت

كل وقتها

وبقيت تتضور

جوعا

لبرهة في ظل شجرة

وحلفت إلا أن أدونها بقصيدة

وأنا لست بشاعرة

أنا لا أقارن أحداً

بأمي

إلا على سبيل الحصر والحشر

أمي الحب بلا حدود

الكرم والجود

أمي

العمل والأمل

الشقاء والنقاء

أمي

قلبي.. قبضتها

تدقه كيف تشاء

والجنة تحت أقدامها

ليس بالأمومة فقط

بل بكثير من الأشياء

أمي

ابتسامة الكون الساحرة

 

 وأين تسوقين منتجاتك؟

كل سبت، أتواجد في “سوق الضيعة”، أسوق منتجاتي في صالة عرض منتجات المرأة الريفية، مع مجموعة من النسوة يعرضن منتجات يدوية يصنعنها بحب وجدّ.. بداية، كنت أعرض المنتجات في منتجع نسمة جبل، ومنذ سنة انتقلت لسوق الضيعة، فكل تفاعل مع الأشخاص يضيف لنا أشياء وأشياء.. نعم أنا هناك لأتعلم وأستقرئ وأقيس نبض الوطن ومواطنيه.

ما أريد إضافته أنني لم أعرف الغيرة يوماً، إلا غيرتي من تلك النسوة اللاتي يتربعن ملكات على عرش العمل، إنهن الركائز اللاتي لا يميد الوطن بهن أبداً.

 

بطاقة تعريف

تهامة يوسف مهندسة زراعية، طالبة دكتوراه، رئيس مخبر وقاية النبات في دائرة الوقاية في مديرية الزراعة. مصممة إكسسوارات، وقد شاركت بعدة معارض (معرض أرسم حلمي – معرض نيسان – معرض الزهور – معرض فرحة – معارض مديرية البيئة)، وتصنع صابونا طبيعيا لاستخدامات تجميلية وكريمات وخلطات زيوت للكثير من الاستخدامات. أيضا تصنع خلائط زعتر مائدة.