الأكبر منذ الاتحاد السوفييتي… مناورات بحرية روسية في المحيط الهادئ
بدأ الجيش الروسي مناورات عسكرية في الجزء الأوسط من المحيط الهادئ بمشاركة 20 سفينة حربية سطحية وغواصة، وهي أكبر مناورات في المحيط الهادئ منذ أيام الاتحاد السوفييتي.
وصرحت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن “المجموعات البحرية التكتيكية التابعة لأسطول المحيط الهادئ قد قطعت مسافة تقارب 4 آلاف كم من نقاط قواعدها، ونشرت مجموعة من قوات الأسطول في المنطقة المحددة في المحيط الهادئ للقيام بمهام تدريبية”، وأضاف البيان: “شاركت ما يصل إلى 20 سفينة حربية سطحية وغواصة وسفينة دعم في التدريبات، بما في ذلك السفينة الرئيسية لحرس فرسان ناخيموف، وطراد الصواريخ فارياج، والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات الأدميرال بانتيليف، مزودة بأسلحة صاروخية موجّهة، والفرقاطة مارشال شابوشنيكوف”، وطرادات “لاود” و”بيرفكت” و”بطل روسيا الاتحادية ألدار تسيدينشابوف”، وسفينة مجمع القياس “مارشال كريلوف”، وكذلك السفن اللوجستية”.
وبحسب الوزارة، تشارك نحو 20 طائرة في التدريبات، بما في ذلك الطائرات المضادة للغواصات بعيدة المدى من طراز Tu-142MZ وطائرات MiG-31BM المقاتلة الاعتراضية على ارتفاعات عالية وطائرات أخرى تابعة لقوات الفضاء الروسية.
وعن مجريات التمرين، أفاد بيان وزارة الدفاع “في إطار التمرين، يجري تحديد مهام التحكّم في مجموعة غير متجانسة من القوات على مسافة كبيرة من النقاط الأساسية أثناء حماية الاتصالات البحرية (المحيطية) والدفاع عنها، وكذلك تنظيم التفاعل بين التجمع العملياتي للسفن والطيران في البحث عن الغواصات وتجمعات السفن وتجمعاتها للعدو الوهمي”.
يأتي ذلك فيما تسبب الغواصة النووية “كازان”، التي انضمت لأسطول البحرية الروسية في أوائل شهر أيار الماضي، رعباً شديداً للبحرية الأمريكية.
فبحسب ما نشر موقع “بيزنس إنسايدر”، فإن الغواصة هي تتويج لأكثر من عقد من الجهود لإنشاء طراد – غواصة صاروخية جديدة تعمل بالطاقة النووية.
وأشار كاتب المقال، بنيامين بريميليو، الى أن الغواصة الجديدة مثل “سيفيرودفينسك” التي تم صنعها في عام 1993، تمثل فصلاً جديداً في تاريخ الغواصات الروسية.
وعلى الرغم من أن السفينة الثانية للمشروع 885M “Yasen-M” أصغر حجماً، إلا أنها مزودة بأنظمة جديدة للتحكم والسيطرة، ومجمعات استشعار، وتقنية حديثة لقمع الضوضاء وحتى مفاعل نووي أكثر هدوءاً، بحسب ما كتبه بريميلو.
كما لفت بريميلو الانتباه إلى حقيقة أن “كازان” سيتم تسليحها بصاروخ “زيركون” الأسرع من الصوت، الذي يمكن أن تصل سرعته إلى 6 – 8 ماخ.
وللوهلة الأولى، قد تبدو سفن Yasen-M أقل خطورة من غواصات الصواريخ الباليستية، ولا سيما فئة Borei-A. واختتم بقوله: “ومع ذلك، فهي مجهزة بأسلحة تقليدية حديثة قادرة على ضرب الأهداف حتى على الأرض. إلى جانب التخفي والقدرة على التواجد في أي مكان تقريباً في المحيط، لا يمكن المبالغة في تقدير خطر هذه الغواصات”، وأضاف: إن غواصات ” Yasen-M” قد تسمح لروسيا بشن عمليات عسكرية في الولايات المتحدة، ووصفها بأنها “منصات هائلة تحت الماء”.
يذكر أنه من المقرر أن تدخل الغواصة “نوفوسيبيرسك” بحلول نهاية العام ضمن أسطول البحرية الروسية، وهناك أربع غواصات نووية أخرى يجري تصنيعها هي: “كراسنويارسك” و”أرخانغيلسك” و”بيرم” و”أوليانوفسك”.
وتم وضع الغواصات السابعة والثامنة من هذا النوع – فلاديفوستوك وفورونيج – في الصيف الماضي، ومن المخطط تسليمها إلى الأسطول في 2027-2028.