التواصل الاجتماعي ما بين الحقيقي والافتراضي في صالون سلمية الثقافي
البعث- نزار جمول
حفلت جلسة صالون سلمية الثقافي عبر نادي حوارات بطرح قضية “التواصل الاجتماعي ما بين الحقيقي والافتراضي” التي ناقشها مع الحضور الأستاذ خلدون زيدان الذي اعتبر العلاقات الاجتماعية تمثل مقياساً لتماسك أي مجتمع ومؤشراً على مستقبله، وبيّن أنه كلما كانت تلك العلاقات قوية ومتزنة وتتسم باحترام حرية الآخر وحقه في الحياة، كلما كانت درجة تماسك المجتمع قوية، فعندما تكون تلك العلاقات محكومة بمجموعة من القيم الأخلاقية والإنسانية، سيكون المجتمع أقدر على التعافي من أية أزمة تحيط به.
وأكد زيدان أن العلاقات الاجتماعية ستبقى مرهونة بطرق التواصل بين الأفراد، موضحاً أن الزمن القديم كان يتمّ فيه التواصل من خلال اللقاءات المباشرة، ثم تطوّرت الحياة وأصبح الهاتف أحد أهم روافد التواصل، حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي من أهم وسائل التواصل والاتصال ليس بين المجتمع الواحد فحسب، بل بين العالم كله. وأفرد زيدان تساؤلات عديدة تركها بين يدي الحضور، أهمها: هل من الممكن أن يحلّ التواصل الافتراضي مكان التواصل المباشر والحقيقي، وما هي إيجابياته وسلبياته؟، وهل سيؤثر سلباً على قوة التواصل ما بين الأطراف والانغماس الشعوري بينهما؟، وهل يعتبر التواصل الافتراضي قيمة مضافة للعلاقات الاجتماعية في تعميق العلاقات وتقويتها؟، وهل الإفراط بالتواصل الافتراضي كبديل عن التواصل المباشر والحقيقي هو هدم للتواصل الوجداني المتكامل مع الأطراف الأخرى مع إضعاف لمتانة هذه العلاقات؟، وهل يمكن اعتبار العلاقات الافتراضية والمباشرة والحقيقية أشرعة لسفينة التواصل المجتمعي للوصول لموانئها بسرعة وقوة أكبر؟، وهل تكمن الأزمة في طريقة التواصل أو في الإنسان وإفراطه وجنوحه نحو الجانب الأسهل مع الميل للكسل المجتمعي والاكتفاء بالتواصل الافتراضي؟.