الفطر الأسود.. انتهازي يرافق كورونا ولكنه تحت السيطرة العلاجية
دمشق- حياة عيسى
شهدت الأيام القليلة الماضية ظهور حالة مرضية لنوع من الفطور يطلق عليه اسم “الفطر الأسود” الذي يعتبر فطراً “انتهازياً” كونه موجوداً في الأماكن الرطبة، وفي المحيط الخارجي، وهو مرض عالمي لوحظ انتشاره بشكل ملحوظ بالتوازي مع ظهور موجة كورونا وذرواتها المتتالية التي شهدها العالم بشكل كبير من بداية عام ٢٠١٩ حتى الآن.
مدير مشفى المواساة الجامعي بدمشق الدكتور عصام الأمين بيّن في تصريح خاص لـ “البعث” أن مسمى “الفطر الأسود” جاء نتيجة تلوّن الأنسجة باللون الأسود في حال إصابتها، وهو مرض يصيب المثبطين مناعياً، أي للمصابين بداء السكري، القصور الكلوي، مرضى الايدز، مرضى السرطان كونهم يعالجون بالمثبطات المناعية، علماً أنه غير معد، ولا ينتقل من شخص إلى آخر.
وأشار الأمين إلى وجود ستة أشكال للإصابة بالوباء أشهرها الشكل الأنفي الحجاجي الدماغي، الشكل الرئوي، الجلدي، الهضمي، والشكل المنتشر، ومعظم أشكاله خطيرة في حال لم يتم الكشف عليها وتطبيق العلاج المناسب لها باكراً، مع الإشارة إلى أن نسبة الوفيات بحالة الأنف الحجاجي الدماغي تتجاوز الـ ٥٠%.
وتابع مدير المشفى بأن العلاج يتطلب تعاوناً وتداخلاً من قبل فريق طبي متكامل مكوّن من: (طبيب أنف أذن حنجرة، طبيب جراحة فم وفكين، طبيب انتانية، طبيب مناعة، طبيب عناية مركزة) لمقاربة الحالة، علماً أن معظم الحالات تحتاج إلى عناية مركزة ليتم تطبيق مضادات فطرية نوعية، وقد يكون هناك تدخل جراحي كجراحة الجيوب التنظيرية لتجريف الآفات المتنخّرة، مع الإشارة إلى أن مشكلة المرض تكمن بإطلاقه خثرات على الأوعية من شأنها أن تشكّل تنخّراً قد يصيب الفك، ما يؤدي إلى تساقط جزء من الفك والأسنان، أو قد تصيب الجلد، وقد يحتاج بعد الشفاء إلى عمليات تطعيم سواء عظمية أو جلدية، وقد لوحظ زيادة حالات “الفطر الأسود” في زمن كورونا نتيجة استخدام دواء ” الديكساميتازون” الذي يعتبر مثبطاً مناعياً للحالات الشديدة والمتوسطة، وتناوله بكميات كبيرة، وبالرغم من انتشار وباء “الفطر الأسود “عالمياً، إلا أن ظهوره في سورية يعتبر حالات فردية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حيث رصد خلال الشهر الماضي ٥ حالات فقط.
الجدير ذكره، حسب الأمين، أن أعراض الفطر الأسود تبدأ بالحرارة، وانسداد الأنف، وجحوظ بالعينين، إضافة إلى التأثير على أعصاب الدماغ القحفية، ما يؤدي إلى فقدان رؤية وشلل بحركات العين، وقد يصل إلى وجود آفات عصبية حسب الإصابة الدماغية.