خلاصة الكلام..
“الأمل بالعمل” ليس مجرد شعار ترويجي لحملة انتخابية وكفى، وهو في الوقت نفسه أكثر من عنوان وأكبر من يافطة.. إنه برنامج ونهج عمل لمرحلة قادمة.. وخارطة طريق لعهدٍ جديدٍ بدأ وانطلق -ومن المفترض- أن يحدث ثورة حقيقية وتغييراً دراماتيكياً في كل المجالات والاتجاهات، ليعيد بثّ الأمل في شعب مستعدٍ للعمل والتفاني بكل الظروف وأقساها، فكيف إذا أتيحت له الفرصة وسمحت له المعطيات؟.
وحقيقةً فسورية تريد الانطلاق بقوةٍ للعمل ضد الفساد والمفسدين وسارقي لقمة عيش “الغلابة والمعترين” والمتاجرين بأوجاعهم وآلامهم وآمالهم، ضد المحتكرين والمضاربين وتجار السوق السوداء والمتلاعبين بقوت الناس، ضد بطانة الفساد والمتنفذين وأثرياء الحرب الجدد.
وبوضوح وصراحة أكثر نريد تثوير الواقع وجعله أكثر إشراقاً وبهجة، واقع يكرس مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة وإعلاء كلمة القانون، وإعادة توزيع الثروة بعدالةٍ، فلكل مجتهدٍ نصيب ولكلٍ بمقدار عمله، واقع يعمل على إعادة طرح الأسئلة المنسية على شاكلة: من أين لك هذا ولماذا وكيف، ويرسّخ ركائز العدالة وينتصر لها ويحميها ويرفع سقف الحريات وحرية التعبير والتعددية الفكرية والسياسية والإعلامية تحت سقف القانون.
إننا نأمل بحكومة عصرية جديدة خلّاقة مطلقة الصلاحيات بشخصياتها المنتقاة بخبراتها وتجربتها ونزاهتها وجرأتها وتقرب الحكومة منّا.. من الناس، تحاكي وتعايش مشكلاتهم وتعالج الملفات العالقة ابتداءً من كارثة الكهرباء وتقنينها المتفاقم وتذبذب توريدات النفط والغاز المعتمد على دعم الحلفاء والأصدقاء التي لا تعرف الاستقرار ولا يراد لها ذلك على ما يبدو!!، وصولاً إلى طرح الأسئلة الكبيرة “الممنوعة” والإجابة عنها بواقعية ومنطقية بعيداً عن المصالح والتجاذبات والأهواء، فترمّم مفرزات الحرب وتبعاتها التي طالت الجميع في حياتهم وأمنهم وأمانهم وطمأنينتهم ولقمة عيشهم ومداخيلهم وتسبّبت في تقهقر الليرة وسعر الصرف وجنون الأسعار، وأفقرت السوريين.
وائل علي